قد لا يكون وجود التهاب في الحلق شيئا يُثير القلق، ولكن أطباء الأسنان يحذرون من أنه يجب على البالغين الذين يعانون من آلام طويلة وأصوات غير مألوفة في الحلق أن يدركوا أنه يمكن أن يكون علامة على شيء أكثر ضررًا بكثير.
الدكتورة رونا اسكندر والدكتورة آنا كانتلاي، وهما طبيبتان في مستشفيات هيئة الصحة العامة البريطانية، أن التهاب الحلق المستمر يمكن أن يكون واحدا من الأعراض الأقل شهرة لسرطان الفم. فبدلا من الاعتماد على أقراص العسل والليمون أو الأدوية المعتادة لتهدئة الألم، ويجب على أولئك الذين أصيبوا بهذه الأعراض أن يذهبوا إلى طبيب الأسنان.
ويُحذر الأطباء أنه يجب على الذين يُعانون من آلام اللسان، أو لديهم صعوبة في مضغ الطعام أيضا أخذ ذلك على محمل الجد. حيث يأتي هذا التحذير وسط زيادة مفاجئة في حالات سرطان الرأس والرقبة - التي يعد من أكثر أنواع أمراض الفم شيوعا - حيث أن البالغين غالبا ما يهملون صحة الفم، فيما تظهر الإحصاءات المثيرة للقلق أن انتشار سرطان الرأس والرقبة قد ارتفع بنسبة الثلث تقريبا منذ التسعينيات. ومع ذلك، تشير التوقعات إلى استمرار المرض في الزيادة، وسوف ترتفع الحالات بنسبة 33 % أخرى في السنوات العشرين المقبلة، حيث يقتل سرطان الفم حاليا نحو 2400 شخص كل عام في المملكة المتحدة، في حين أن عدد الوفيات في الولايات المتحدة في كثير من الأحيان يصل إلى 13 ألف.
وقد أكدت الدكتورة اسكندر، الفائز بجائزة أفضل طبيب أسنان 2017، على أهمية الكشف المبكر عن سرطان الفم. وقالت: " وتزداد معدلات البقاء على قيد الحياة من سرطان الفم بشكل ملحوظ إذا اكتشف في وقت مبكر عندما يكون السرطان أسهل في العلاج"، وأضافت: " كأطباء أسنان، ننظر بانتظام في علامات سرطان الفم خلال الفحوصات العادية الخاصة، ولكن يعتبر ذلك مهم بالنسبة للمرضى ليكونوا قادرين على التعرف على علاماته أيضا. وتظهر الأعراض عادة على شكل بقع بيضاء، والتهاب في الحلق والقروح."
وبالنسبة لسرطان الفم يتطور الورم داخل الفم، بما في ذلك الشفاه واللسان واللثة، وداخل الخدين وسقف الفم. ويمكن أيضا أن تحدث سرطانات أخرى مرتبطة بالفم، بما في ذلك اللوزتين والغدد اللعابية وسرطان الحلق، كما تحذر كانتلاي، والتي تعمل في إدارة الصحة العامة البريطانية في لندن، من أن خيارات نمط الحياة السيئة مسؤولة عن تسع حالات من أصل 10 حالات من أعراض سرطان الفم. ويحذر أيضًا أطباء الأسنان إن خيارات نمط الحياة السيئة مسؤولة عن تسع حالات من أصل 10 حالات سرطان الفم، وقالوا: "إنَّ سرطان الفم أكثر شيوعا بين الناس الذين يدخنون، ويتعاطون الكحول وأيضًا في حالات ضعف النظام الغذائي التي تفتقر إلى الفواكه والخضروات."
ويثير عدم تناول ما يكفي من الخضر في الوجبات الغذائية القلق، كما تشير الإحصاءات إلى أن ربع البالغين فقط يحصلون بانتظام على خمس ما يحتاجونه في اليوم، ويمكن أن يكون سبب سرطان الفم والحلق عن طريق فيروس الورم الحليمي البشري الذي ينتقل عن طريق الجنس الفموي، حيث تدعو الدكتور كانتلاي على تعزيز استخدام الواقيات الذكرية أو سدود الأسنان كوسيلة للحد من انتقال فيروس الورم الحليمي البشري عبر ممارسة الجنس عن طريق الفم وتقليص أي خطر محتمل للنمو السرطاني في الفم.
وقالت: " نعرف من الدراسات الاستقصائية الأخيرة أن حوالي 75 في المائة من الذين تتراوح أعمارهم بين 16-44 عامًا يمارسون الجنس عن طريق الفم. وممارسة الجنس الآمن والتأكد من أن الفتيات لديها لقاح فيروس الورم الحليمي البشري خطوة هامة في الحد من هذا الخطر."
وطرحت تعليقاتهم في اعالية "Mouth Cancer Action Month " والتى تعقد في شهر تشرين الثاني / نوفمبر من كل عام، وأضافوا: "من السهل أن نولي صحة أفواهنا إهتمامًا أكثر. فنحن نستخدمه يوميا، دون الوعي الكافي بكيفية حمايتها. أفواهنا تساعدنا على التنفس والأكل، وهما أساسيات البقاء على قيد الحياة. أنها تحتوي على واحدة من أقوى العضلات في الجسم، مما يجعل من الممكن مضغ طعامنا. واللسان يسمح لنا بتذوق والتمتع بالطعام وكذلك تسهيل البلع."