كشفت دراسة حديثة أن الأطفال المصممين جينيًا والذين تم إنشاؤهم من خلال تقنية تحرير الجينات "كريسبر" ليسوا معرضين لمضاعفات خطيرة. ويدعي الاستنتاج السابق بأن التكنولوجيا ستقدم المئات من الطفرات التي يحتمل أن تكون خطرة في الحمض النووي للأطفال الرضع.
وينتقد الباحثون دراسة سابقة لربط الطفرات الضارة بالفئران بالتكنولوجيا عندما كانوا حاضرين قبل بدء تحرير الجينات. وقد أُشيد بتقنية "كريسبر" سابقا باعتبارها الحل المحتمل للسرطان والعمى والعقم. واستخدمت هذه التكنولوجيا في الصين لأنشاء الأجنة البشرية دون الجين المسؤول عن اضطراب الدم المحتمل. ولا يزال يجري اختبارها إلى حد كبير على الفئران، ومن غير الواضح متى قد تكون "كريسبر" متاحة للبشر في الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة.
وقال باحثون من جامعة "أيوا" الأميركية في مايو/أيار الماضي، إن اثنين من الفئران التي تم تغيير الجينات عن طريق تكنولوجيا تحرير الجينات كريسبر-Cas9 عانا مئات الآثار الجانبية بعد العلاج.
ومع ذلك، في الدراسة الحالية، يدعي علماء جامعة "هارفارد" ومعهد "ماساتشوستس للتكنولوجيا" أن الفئران كانت أكثر ارتباطًا ببعضها البعض مما كانت عليه من دون المعالجة. ويشير الباحثون أيضًا إلى أن موقع الطفرات في جينات الفئران لا تتفق مع الكريسبر. وأشاروا إلى مخاوفهم في الأرشيف البيولوجي.
وأشار مؤلفو الدراسة الأحدث الى أنه "نظرًا لهذه القضايا الجوهرية، فإننا نحث المؤلفين على مراجعة أو إعادة صياغة الاستنتاجات الأصلية، وذلك لتجنب تفادي البيانات المضللة وغير المدعومة". وقال غايتان بورغيو، وهو عالم وراثة من الجامعة الوطنية الأسترالية، في حديثه عن الدراسة الأصلية: "هذه دراسة رهيبة. وهذا هو اتجاه مثير للقلق".
وتغير تكنولوجيا "كريسبر" على وجه التحديد أجزاء صغيرة من الشيفرة الوراثية. وخلافا لغيرها من الأدوات المماثلة، توقف "كريسبر" الجينات على مستوى الحمض النووي إيقافا نهائيا". وبهذه الطريقة، يمكن للباحثين أن يحولوا على وجه التحديد جينات محددة.