يفضّل الأطباء والمتخصّصون في مجال علاج حالات إدمان المخدرات والكحول، أن يتم ذلك في المراكز الصحية المتخصّصة، إلا أن البعض يفضّلون العلاج من هذا الإدمان في المنزل لأسباب شخصية أو خارجة عن إرادتهم، ويشير المختصون إلى أن علاج الإدمان يختلف من فرد إلى آخر بناءً على متغيرات عدة منها مدة الإدمان، والحالة الصحية، والنفسية، ومدى جاهزية الفرد للعلاج.
وتختلف المدة التي يحتاجها المدمن للعلاج بحسب هذه المتغيرات، حيث قد تقتصر على 3 أشهر في حالات الإدمان الحديث، كما قد تستغرق عاماً كاملاً أو أكثر في حالات الإدمان الشديد وعدم الاستعداد النفسي والجسدي لذلك.
وتتمثّل مراحل علاج الإدمان في المنزل قبل بدء علاج الإدمان، في وصول المدمن إلى الرغبة الجدية والصادقة في معالجة الإدمان وعدم العودة إليه مجدداً، وتعتبر هذه المرحلة من أهم المراحل التي يمر بها المدمن وذلك لما تحتاجه من عزيمة وإصرار وغير ذلك من الدعم العاطفي والاجتماعي من الأسرة وغيرهم من الأفراد المحيطين بالمدمن، وقبل البدء بالعلاج من المهم إتباع المدمن بعض الخطوات، أهمها الابتعاد عن أصدقاء السوء وغيرهم من متعاطي المخدرات والكحول أو المروجين له، الحصول على إجازة رسمية من العمل أو المؤسسة التعليمية التي ينتمي إليها، زيارة طبيب مختص في علاج الإدمان ليكون مشرفاً على مراحل علاج الإدمان في المنزل.
وتبدأ المراحل التمهيدية لعلاج الإدمان، بالتحذير والنصيحة، "هذه الفترة يكون المدمن تائهاً في طريق الإدمان ويتوجب على من حوله من أفراد العائلة والأصدقاء تقديم النصح وتحذيره من خطورة الطريق الذي يسلكه وعواقبه الوخيمة"، وفي مرحلة ما قبل القرار "الفترة التي يدرك بها المدمن مدى خطورة الطريق الذي يسلكه، إلا أنه عاجز عن إيجاد الوسيلة التي تمكنه من الخروج من هذه المتاهة"، ومرحلة القرار الفعلي أي "الفترة التي يتخذ فيها المدمن قراراً حاسماً في المعالجة من الإدمان، مع إقدامه على زيارة طبيب مختص للحصول على النصيحة اللازمة".
وتتمثّل المراحل الفعلية في علاج الإدمان، في مرحلة الانسحاب، ويتم خلالها سحب المخدر من جسم المدمن وغالباً ما تستغرق أسبوعين، ويحتاج فيها المدمن إلى تناول بعض أنواع الأدوية التي تحد من الآلام المرافقة لهذه المرحلة، ومن المهم عدم عودة المدمن إلى تعاطي المخدرات خلال هذه المرحلة والمراحل المقبلة من العلاج، ومرحلة العلاج السلوكي، ويتوجب على المريض هنا اكتساب مهارات وسلوكيات جديدة تمنعه من العودة للإدمان مرة ثانية، والاستشارات النفسية، ويحتاج المريض إلى جلسات من العلاج النفسي الجماعي أو الفردي، والتي تمنح المريض المجال للتعبير عما يدور في خاطره من مشاعر وتناقضات، ومن المهم استمرار المريض في الحصول على الدعم النفسي حتى بعد العلاج من الإدمان، والدعم الدوائي، فيمكن للمريض اللجوء إلى بعض الأدوية التي تساعد في الإقلاع عن الإدمان، ومن المهم هنا الحصول عليها تحت إشراف طبيب مختص وضمن الجرعات المحددة.