البكتيريا المقاومة للعقاقير

كشف أحد الخبراء أن البكتيريا المقاومة للعقاقير تشكّل أزمة محتملة للطب الحديث، وأوضحت الباحثة في مرحلة ما بعد الدكتوراه في جامعة رويال هولواي في لندن، امباليكا باترا، أن المرضى يموتون لأن الأطباء يجدون صعوبة متزايدة في علاج الالتهابات الفطرية البسيطة مع استمرار أزمة المقاومة الميكروبية.

وأضافت باترا أن عدم وجود اختبارات تشخيص سريعة ودقيقة يعني وصف الأدوية ذات المفعول الواسع الناطق، والتي لا تضيف شيء سوى مشكلة المقاومة، وتعمل التقنيات على تطوير طرق تشخيص أكثر موثوقية تحدد سلالة الفطر المسببة للعدوى وتسمح للأطباء بتحديد العلاجات التي قد تكون مقاومة لها، ومع ذلك، تحذر السيدة باترا من أنه لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه.

وأبرزت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، مارجريت تشان، في كلمتها أمام الأمم المتحدة في عام 2016، مسألة مقاومة مضادات الميكروبات، موضحة أنها قد تجلب نهاية الطب الحديث، فالاتجاهات العالمية للبكتيريا المقاومة للعقاقير ترسم صورة مخيفة لمستقبل الطب، وعلى الرغم من صعوبة التنبؤ بها، فإن أحد التقارير يشير إلى أنه إذا لم ينجز شيء ما قريبا، فبحلول عام 2050، قد يموت 10 ملايين شخص كل عام بسبب البكتيريا المقاومة للعقاقير .

وتحدث البكتريا المقاومة للعقاقير عندما تصبح الميكروبات "مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات" مقاومة للأدوية المستخدمة عادة لعلاجها.
وأظهرت تقارير أن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية يمثل سببا للمشكلة ذاتها، ولكن هناك سبب آخر غالبا ما يتم تجاهله، وهذا هو خطأ في التشخيص، وإلى جانب الميكروبات الأخرى، مثل الفيروسات والبكتيريا، تشكل الفطريات عبئًا كبيرًا على المرض في جميع أنحاء العالم، حيث يقدر عدد الوفيات بحوالي 1.7 مليون حالة سنويا من جراء العدوى الفطرية الخطيرة.

وأصبحت عدة أنواع مقاومة لمضادات الفطريات، وهو نوع من العقاقير المضادة للميكروبات تستخدم خصيصا لعلاج الالتهابات الفطرية، وتحدث العدوى الفطرية الأكثر خطورة لدى المرضى في المستشفيات والذين يعانون من انخفاض الاستجابات المناعية، عندما يشتبه الأطباء في العدوى، يتم إرسال عينة من الدم، أو السوائل الجسدية الأخرى ذات الصلة، إلى مختبر للاختبار، ونظرا لعدم وجود اختبارات تشخيصية سريعة ودقيقة، فإن وصف الأدوية المضادة للميكروبات نادرا ما يستند إلى تشخيص دقيق، ونتيجة لذلك، غالبا ما يوصف مرضى المستشفيات الذين يعانون من الالتهابات الفطرية الخطيرة مضادات الميكروبات واسعة المفعول "العقاقير التي لا تميز بين الميكروبات الجيدة والسيئة"، وهذا النقص في التشخيص الدقيق ليس فقط يسبب وفيات يمكن الوقاية منها، ولكنه يضيف إلى تطوير الفطريات المقاومة للعقاقير، وكلما ازداد عدد الأدوية المستخدمة، زادت مخاطر انتشار البكتيريا والفطريات المقاومة بين جميع أنحاء السكان.

ويجري باستمرار تطوير الاختبارات التشخيصية البكتيرية والفيروسية لتلبية الحاجة إلى اختبار أسرع وأكثر دقة، وأصبحت هذه الاختبارات أسرع وأسهل للاستخدام، ولكن يبدو أن مجال التشخيص الفطري لم يهتم به أحد، ويتم تشخيص التهابات الفطريات في المستشفى عموما باستخدام اختبارات زراعة الدم، وهذا ينطوي على احتضان عينة من دم المريض حتى ينمو الفطر بما فيه الكفاية ليتم الكشف عنها، في حين يتم استخدام هذه التقنية في المختبرات في جميع أنحاء العالم، يجب جمع عينات دم كبيرة من المرضى ويمكن أن يستغرق الاختبار ما يصل إلى 14 يوما للإكمال، ونحن بحاجة إلى معالجة القضايا الأساسية من أجل الحد من عدد مضادات الميكروبات المستخدمة على الصعيد العالمي وإبطاء مفعول البكتريا المضادة للعقاقير.