إن كان قرارك للعام الجديد هو الإقلاع عن تناول الشوكولاتة، فربما تجد أنه من الأسهل أن تفعل ذلك في عام 2050، وفيه يتوقع العلماء انقراض الشوكولاتة من على وجه البسيطة، إلا إذا كان علماء الهندسة الجينية قد توصلوا لطريقة لإنقاذ الشوكولاته من الانقراض، حسب «نيوزويك» الأميركية.
يحتوي نبات الكاكاو شديد الحساسية على البذور التي تعتبر العنصر الحيوي في الشوكولاتة، غير أن ذلك النبات لا ينمو إلا في نطاقات ضيقة من الأراضي في الغابات المطيرة، حيث يظل الطقس رطبًا بصورة نسبية طوال أيام العام. ومن المتوقع للتغيرات المناخية أن تغير من هذه المسائل بشكل كبير خلال الأعوام الأربعين المقبلة لدرجة ألا ينمو نبات الكاكاو هناك مرة أخرى، وفقًا بتقرير صادر عن موقع "بيزنس إنسايدر"، ومن المتوقع لنبات الكاكاو النمو على الجبال شديدة الانحدار، ولكن الكثير من هذه المناطق خاضعة للحماية كمحميات للحياة البرية ضد الزراعة.
ومن دون منع التغيرات المناخية أو عكس اتجاهاتها، كيف يمكننا مساعدة الشوكولاته على الصمود؟ ربما أن التعاون بين شركة "مارس"، أكبر شركة مصنعة للحلوى على مستوى العالم وفقًا لموقع "CandyIndustry.com"، وبين العلماء في مجال الهندسة الوراثية سريع التقدم، قد يفيد في ذلك الأمر.
ولقد تعهدت شركة "مارس" بتخصيص مبلغ مليار دولار لجهود الحد من انبعاث الكربون، وجزء من هذا المبلغ سوف يذهب إلى أحد مختبرات العلوم البيولوجية في جامعة كاليفورنيا فرع بيركلي. ومدير علوم الجينوم في المختبر، الدكتور ميونغ جيه تشو، يستضيف بذور الكاكاو هناك، حيث سوف يحاول إخضاعها للهندسة الوراثية لكي تقاوم مختلف أحوال الطقس والمناخ، وسوف يستخدم فريقه تكنولوجيات الهندسة الوراثية الجديدة والناشئة التي تحمل اسم "كريسبر - كاس – "9.
وتعمل تكنولوجيا "كريسبر - كاس – 9" عبر العثور على أجزاء من الحمض النووي للبذور، والتقاطها، ثم استبدالها بالحمض النووي البديل. ومن المحتمل أن يتم استخدام هذه التكنولوجيا في تغيير النباتات والحيوانات لكي تتلاءم بصورة أفضل مع احتياجات البشر، أو لتحرير الهندسة الوراثية للأجنة البشرية نفسها. وكانت أبحاث جنيفر دودنا، التي تعمل في الجامعة نفسها، من الأهمية بمكان في إيجاد تكنولوجيا تحرير الجينات "غير أن المعركة القضائية الساخنة خلصت إلى أن براءة الاختراع تعود إلى معهد برود التابع لجامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا"، وسوف تعمل السيد دودنا على مشروع المحافظة على الشوكولاته كذلك.
ويهدف المشروع إلى فصل الجينات التي تسبب هشاشة بذور نبات الكاكاو للمناخ واستبدالها بجينات أكثر قوة وقدرة على التحمل، ولا سيما تلك الجينات التي يمكنها تحمل التغييرات المناخية التي سوف تشهدها مناطق الزراعة عما قريب.