تشم الكلبة "ليليت" رائحة مستويات الخطر لدى مرضى السكري. وقامت لتوها بجلب قميص (تيشيرت) كان ارتداه مريض سكري يعاني من انخفاض السكر في الدم (Hypoglycemia). وفي حال رصدت ليليت وهي من فصيلة كلاب لابرادور ريتريفر، إشارات كيميائية عن انخفاض وشيك في مستوى السكر لدى مالكتها، تقوم، حسبما تدربت، بالاستجابة بجلب شراب حلو لمالكتها "شتيفاني كلاميت". وإذا أصبحت كلاميت عاجزة عن الحركة، ستقوم ليليت بالضغط بقدمها على زر إنذار كبير لطلب المساعدة، حسب وكالة الأنباء الألمانية.
ويؤدي مرض السكري إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم (hyperglycemia) مما يتلف على مدار الوقت القلب والأوعية الدموية والعينين والكلى والأعصاب. وبحسب منظمة الصحة العالمية، هناك 422 مليون بالغ حول العالم مصابون به، وهو مسؤول مباشرة عن وفاة نحو 6.1 مليون شخص سنويا. وهناك نوعان رئيسيان من السكري. النوع الأول ويشتهر أيضا بسكري اليافعين والنوع الثاني وهو الأكثر شيوعا ويسفر على الأغلب عن زيادة مفرطة في الوزن والخمول البدني.
يمكن أن يحدث انخفاض السكر في الدم عند الأشخاص المصابين عندما، يقومون مثلا، بتناول الكثير من الأنسولين أو دواء السكري أو تخطي وجبة أو ممارسة التمارين بشكل قاس أكثر من المعتاد. ويمكن أن يؤدي إلى نوبات مرضية وفقدان الوعي. يعرب الطبيب ينس كروغر، رئيس مجلس الإدارة في الجمعية الألمانية لمساعدة مرضى السكري ومقرها برلين، عن كونه من معجبي الكلاب التي تشم رائحة السكري. ويقول: "الكثير من المرضى مسرورون بها". هذه الكلاب مدربة على تحذير مرضى السكري قبل حالات انخفاض السكر في الدم وارتفاعه قبل أن تصبح خطرة.
والتركيز الرئيسي على انخفاض السكر في الدم وهو أخطر من النوع الآخر ويزيد التعرق وهو أفضل حيث يساعد الكلاب. ولتدريب الكلاب، تطلب الجهات المعنية من مرضى السكري جمع قمصان قاموا بارتدائها خلال أوقات كانت فيها مستويات السكر في الدم طبيعية وأخرى عندما كانت المستويات منخفضة.
وتقول كلاميت وهي مصابة بالنوع 1 من السكري إن الأمر لا يستغرق كثيرا لتدريب الكلاب على التمييز بين رائحتي المرحلتين. ويبدأ العمل الحقيقي بعد ذلك عندما يتعين عليهم التعلم ما يفعلونه عندما يشمون رائحة اقتراب انخفاض السكر في الدم. وبحسب خبرة كلاميت، تحتاج الكلاب إلى ما يصل إلى عام ونصف العام قبل أن يصبحوا مدربين بالكامل، ويليه تكرار التدريب لتجديد المعلومات. ويُذكر أن تدريب الكلب ليشم رائحة مرضى السكري باهظ للغاية. ففي ولاية شلسفيج - هولشتاين بشمال ألمانيا، يتراوح السعر من ثلاثة آلاف إلى 10 آلاف يورو (نحو 3500 دولار إلى 11800 دولار أميركي).