توصّل مجموعة من الباحثين إلى حل غريب، لتصميم معدات الطائرات على غرار مينا الأسنان، وهو الجزء الأكثر صلابة في جسم الإنسان والأقرب للمعدن. حيث تهتز الطائرات باستمرار أثناء عملها في الهواء، وعلى الرغم من البشر على متنها بالكاد يلاحظون ذلك، فان معدات الطائرة تتأثر بشدة من هذا الاهتزاز. وتسبب الاهتزازات التي لا يمكن تجنبها انهيار المعدات الصلبة مثل أجهزة الكمبيوتر الموجودة على متنها وكذلك تؤثر على عمرها. ما يتسبب في وصولها إلى مستويات خطيرة قبل انتهاء عمرها الحقيقي.
ويدعي مجموعة من علماء جامعة ميتشيغان بأن استخدام مينا الأسنان الاصطناعية في صناعة المعدات التكنولوجية، التي تتعرض في كثير من الأحيان للضغط أو الاهتزازات الشديدة يمكن أن يعطيها عمر أطول. ويقولون أيضا إن هيكل المينا بالكاد قد تغير عبر مجموعة من الأنواع على مر ملايين السنين، مما يشير إلى فعالية تصميمه شبه المثالي.
وصمم فريق بحثي مينا أسنان اصطناعية للمرة الأولى، وذلك باستخدام 40 طبقة من طبقات من البوليمر القوي. ويأمل العلماء أن يمكن استخدام المواد الجديدة في بناء مجموعة من الآلات في المستقبل، بما في ذلك معدات الطائرة. ومعظم المواد التي تمتص الاهتزاز هي مواد لينة، لذلك فهم غير قادرين على صنع المكونات الهيكلية الجيدة، مثل الحزم، والهيكل أو اللوحات. ودرس الباحثون الطبيعة للحصول على الفكرة في كيفية جعل المواد الصلبة تعيش في مواجهة الصدمات المتكررة.
وقال البروفيسور نيكولاس كوتوف، الباحث الرئيسي أن المينا الاصطناعي أفضل من المواد التجارية والتجريبية الصلبة التي تهدف إلى امتصاص الاهتزاز. وأضاف: "أنها أخف وزنا وأكثر فعالية، وربما أقل تكلفة". وفحص الباحثون العديد من الهياكل في الحيوانات التي اضطرت لتحمل الصدمات والاهتزازات، بما في ذلك العظام، والأصداف، والأسنان. وتوصلوا إلى أن الكائنات الحية طورت مينا الأسنان لمقاومة الاهتزازات الناجمة عن المضغ يوميا، والمشي والجري على مدى مئات الملايين من السنين.