أظهرت دراسة كبرى أن السلوك الجنسي المتهوّر من قبل المطلقين هو وراء زيادة حالات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية بين الأشخاص فيما هم فوق 50 عامًا، وارتفع معدل تشخيص الإصابة بين البريطانيين من كبار السن بمتوسط معدل سنوي قدره 3.6 في المائة على مدى 12 عامًا حتى عام 2015، وفقًا لبحث في مجلة ذا لانسيت العلمية.
ويقارن ذلك انخفاض مطرد بنسبة 4 في المائة سنويًا بين الشباب، وقال الخبراء إن ارتفاع معدل الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة لدى كبار السن كان مدفوعا بالجنس، وقال المدير التنفيذي لجمعية فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز وتقديم الدعم الخيرية، إيان مورتاغ، "يخوض الأشخاص في علاقات طويلة الأجل، ويعتقدون بأن الواقي الذكري يستخدم فقط لمنع الحمل، وأضاف أنّه "حتى إذا كانوا في سن اليأس أو قاموا بقطع الحبل المنوي أو باستئصال الرحم في علاقتهم السابقة، فلا يفكرون في موضوع الحمل ومن ثم يتجنبون استخدام الواقي الذكري – ونتيجة لذلك يتعرضون لفيروس نقص المناعة البشرية وغيره من الأمراض المنقولة جنسيا".
وقام باحثون من المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها بمراقبة تشخيص فيروس نقص المناعة البشرية في 31 بلدا أوروبيا من كانون الثاني/يناير 2004 إلى كانون الأول/ديسمبر 2015، وعلى مدى فترة الدراسة، تم تشخيص 102,54 ممن يتجاوزون الـ50 عامًا - أي ما يعادل 2.6 من كل 100,000 – بأنهم مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، في حين أن معدلات التشخيص انخفضت من 11.4 حالة لكل 100,000 من الشباب، انخفضت معدلات التشخيص بين هذه الفئة العمرية في حين ارتفعت بين كبار السن الأوروبيين، في عام 2004، تم تشخيص حوالي 3.1 حالة جديدة لكل 100,000 شخص أكثر من 50 في المملكة المتحدة، ولكن هذا ارتفع إلى 4.3 لكل 100,000 بحلول نهاية الدراسة، وعموما، كانت البلدان التي لديها أعلى معدلات التشخيص لدى كبار السن هي استونيا ولاتفيا ومالطة والبرتغال.
وقالت قائدة فريق البحث في المركز لارا تافوشي، إنّ "نتائجنا تشير إلى توجه جديد يتطور فيه وباء (إتش آي في). هذا الاحتمال نتيجة لقلة وعي كبار السن بالفيروس وكيفية انتقاله"، واقترحت أن الفحص الطبي الروتيني من قبل الأطباء العامين يمكن أن يساعد في القضاء على المشكلة"، وبيّنت الأستاذة جانيت سيلي، من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي أنّ "العديد من كبار السن ناشطون جنسيا، كما تؤثر صحتهم وسلوكهم الجنسي على انتقال فيروس نقص المناعة البشرية، وأضافت "غير أن كبار السن قد تعرضوا إلى حد كبير للإهمال من قبل المجتمع الوقائي".