زعم طبيب أميركي أنَّ الخضروات والحبوب الكاملة قد تُضر بصحتنا؛ إذ تحتوي على بروتينات معروفة بآثارها الضارة على الدماغ، رغم أنهما يعتبران منذ فترة طويلة مفتاح الصحة الجيدة، ولكنَّ هل يُمكن لبعض هذه الأطعمة أن تضر بنا؟ بالفعل ربما تضر بنا، حسبما زعم الدكتور ستيفن غوندري، وهو جراح قلب أميركي في كتابه الذي يحمل عنوان مفارقة النبات "Plant Paradox".
ويقول غوندري، إن بعض النباتات لا تستخدم فقط الأشواك لردع الحيوانات المفترسة، لكن لديها دفاعات أخرى أيضًا؛ وهي بروتينات كبيرة لزجة تسمى "الليكتينات"، ويضيف: "بسبب أنَّ الحشرات هي أول الكائنات افتراسًا للنباتات، فقد أنتجت النباتات بعض بروتينات "الليكتينات" التي من شأنها أن تصيب أي حشرة تحاول التغذي عليها بالشلل".
ويدَّعي غوندري، أنَّ البشر أنَّه بسبب أنَّ لديهم خلايا أكثر من الحشرات فإنَّ تأثير هذه البروتينات سيبدأ في الظهور بعد سنواتٍ من استهلاك بروتينيات "الليكتينات" الضارة على الصحة، مما يسبب، كما يُشير، إلى مشاكل مثل الحساسية وإرهاق الدماغ، والتعب، ومتلازمة القولون العصبي، وحتى أمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.
وتابع الدكتور غوندري: "تدخل الليكتينات في مفاصلنا، وتقاطعاتنا العصبية، وبطانة الأوعية الدموية ودماغنا حيث تُحفز الالتهاب وأمراض المناعة الذاتية، وأنا الآن على قناعة بأنَّ جميع أمراض التهاب المفاصل، ومعظم أمراض الشريان التاجي، وحب الشباب، والأكزيما، وأمراض المناعة الذاتية كلها تحدث أو تتفاقم بسبب بروتينات "الليكتينات" وإنَّ ذلك بمثابة الخطر رقم واحد في النظام الغذائي الغربي".
وتم اكتشاف "الليكتينات" لأول مرة في 1880 من قِبل عالم الأحياء الدقيقة الألماني بيتر هيرمان ستيلمارك. وقد حلل البروتينات المقطرة من شجرة الخروع ليكتشف وجود الريسين السام، وفي الأعوام العشرين الماضية، تم اكتشاف مئات أخرى منه، والآن بدأت فكرة أن الليكتينات قد لا تكون جيدة للصحة في اكتساب الاهتمام في دوائر المشاهير، ويقال إن الطاهي الخاص جيزيل بوندشين قال إنَّه يقلل من تناول الطماطم لأنَّها تسبب "الالتهاب"، وهو ادعاء طرحه الدكتور غوندري أيضًا.
"الليكتينات" أكثر تركيزًا في الأطعمة التي هي في حد ذاتها بذور داخل قرون مثل البازلاء وفول الصويا والكاجو والفول السوداني، ولكنها توجد أيضًا في بذور الطماطم والخيار والفلفل الأحمر والباذنجان، وأضاف الدكتور غوندري، أنَّ أنواع البرتقال تحتوي على أنواع أخرى من الليكتينات، مثل جلوت القمح الجرثومي، وهذا هو السبب، كما يقول، في أنَّ المنتجات المخبوزة من الحبوب الكاملة - التي ينظر إليها تقليديًا على أنَّها أكثر صحة بسبب المحتوى العالي من الألياف - يجب أن يتم استبدالها بالخبز الأبيض، الذي يتم تجريده من قشر البذور.
من جانبها، أوضحت الدكتورة ميغان روسي، وهي اختصاصية تغذية وزميل باحث في كلية كينغز كوليدج في لندن: "هناك كميات صغيرة من الليكتينات في بعض الأطعمة، ولكن يتم التسامح معها من قبل الغالبية العظمى من الناس"، مشيرة إلى أنَّ تقشير الخضروات والفاكهة مثل الطماطم للحد من تناول الليكتين، سوف يُقلل أيضًا من كمية المواد المضادة للأكسدة، وهي المواد التي تُساعد على الحفاظ على خلايا الجسم صحية، وكذلك محتوى الألياف، مضيفة "أقل من نصف سكان المملكة المتحدة يحصلون على ما يكفي من الألياف، وبالتالي فإنَّ آخر شيء نريد أن نفعله هو خفض استهلاكنا من الحبوب الكاملة والخضروات".
ومع ذلك يعتقد بعض الخبراء أنَّ الليكتينات تتطلب مزيدًا من التحقيق والدراسة، فيما أبرز بيتر وورويل، أستاذ الطب وأمراض الجهاز الهضمي في جامعة جنوب مانشستر: "حتى الآن، أشارت غالبية الدراسات إلى أنَّه إذا كان لها تأثيرًا على الأمعاء، فإنَّه غالبًا ما يكون ضارًا أكثر من كونه مفيدًا. ولكن في حين أنَّ بعض الليكتينات تعرف بأنَّه سامة، وجدت الدراسات أيضا أنَّها تُحسن بطانة الأمعاء عن طريق إحداث تجديد الخلايا. "
وأجرى جون رودس، أستاذ الطب الفخري في جامعة ليفربول، أبحاثًا في الليكتينات، ويقول إنَّ لديهم العديد من الآثار، بما في ذلك زيادة أو انقسام الخلايا، مضيفًا إن البحث الأكثر إثارة للاهتمام هو علاقتها المحتملة مع مرض باركنسون وفقدان الخلايا العصبية في الدماغ.