حذرت منظمات تابعة للأمم المتحدة اليوم السبت، من أن انعدام الأمن الغذائي في اليمن يؤثر على نحو 20 مليون شخص في البلد الأفقر في شبه الجزيرة العربية، مؤكدة أن النزاع المستمر منذ عام 2015 هو "السبب الرئيسي" لذلك.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة يونيسف ومنظمات أخرى في تقرير مشترك صدر السبت أن هناك 15,9 مليون يمني يعانون من الجوع حاليًا، داعية إلى "توسيع إطار المساعدات الإنسانية بشكل عاجل" لإنقاذ ملايين اليمنيين.
ويشهد اليمن منذ 2014 حربًا بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، تصاعدت مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 دعما للحكومة المعترف بها دولياً بعد سيطرة المتمردين على مناطق واسعة بينها صنعاء.
وأوقع النزاع في اليمن منذ آذار/مارس 2015 أكثر من عشرة آلاف قتيل وتسبّب بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.
وقال البيان إن النزاع هو "السبب الرئيسي" في انعدام الأمن الغذائي، ولكنه أشار إلى عوامل أخرى مثل "فقدان سبل العيش والدخل وزيادة أسعار السلع الأساسية بحيث تقلل من قدرة الأسر على شراء الغذاء".
وأدى النزاع اليمني إلى تدهور الاقتصاد بشكل كبير، مع انكماش النمو بنسبة 50% منذ عام 2015، بحسب البنك الدولي. وبلغت نسبة البطالة أكثر من 30% ومن المتوقع أن يبلغ معدل التضخم نحو 42% بينما لم تدفع أجور غالبية الموظفين منذ سنوات.
وأدى تراجع سعر صرف الريال اليمني الى ارتفاع كبير في أسعار المواد الأساسية وخصوصا الغذائية.
وبحسب البيان فإنه على الرغم من أن الأسواق لا تزال مفتوحة إلا أن " القدرة المالية لشراء الغذاء تشكل هاجساً كبيراً".
وأكدت المنظمات أن نسبة كبيرة من اليمنيين حتى في المناطق "الأكثر استقرارا"، لا يستطيعون الحصول على السلع الغذائية الأساسية "لأن أسعار الغذاء قفزت بنسبة 150% مقارنة بمستويات ما قبل الأزمة. كما ارتفعت أسعار الوقود بما في ذلك غاز الطبخ".
ونقل البيان عن المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي قوله أن البرنامج يقوم الآن "بإطعام نحو مليون شخص في الشهر ولولا ذلك لكان ثلثا سكان اليمن يواجهون مستويات فظيعة من الجوع".
وبحسب بيزلي فإن البرنامج بحاجة إلى "زيادة هائلة في المساعدات والوصول المستدام إلى جميع المناطق في اليمن لإنقاذ ملايين اليمنيين" محذرا من أنه في حال عدم حصول ذلك "فسنخسر جيلاً كاملاً من الأطفال بسبب الجوع".