كشفت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء إن نحو 500 مريض، ما زالوا ينتظرون الإجلاء الطبي، من الغوطة الشرقية إحدى ضواحي العاصمة السورية دمشق، لكن الحكومة لم تسمح بذلك بعد، وقالت ممثلة المنظمة في سورية إليزابيث هوف إن معدلات سوء التغذية في المنطقة المحاصرة التي تسيطر عليها المعارضة، والتي تقع على بعد 45 دقيقة بالسيارة من دمشق بلغت الآن "أعلى مستويات تشهدها سورية منذ بدء الأزمة".
وقال مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يان إيغلاند إن مريضين توفيا هذا الأسبوع وهما ينتظران الإجلاء فضلا عن وفاة تسعة الأسبوع الماضي، وأضاف "لم يصلنا بعد أي رد من الحكومة السورية بشأن قائمة من الحالات الطبية الطارئة المطلوب إجلائها. قدمت بعض هذه الطلبات في سبتمبر وأخرى في أكتوبر/تشرين أول والبعض الآخر في نوفمبر/تشرين ثان".
وقبل أسبوع دعت الأمم المتحدة القوى العالمية للمساعدة في ترتيب الإجلاء قائلة إن الغوطة الشرقية أصبحت تمثل "حالة طوارئ إنسانية". وفي ذلك الوقت قال يان إيجلاند مبعوث الأمم المتحدة إن تسعة مرضى توفوا في الأسابيع القليلة الماضية أثناء انتظار الإجلاء.
وقالت هوف من دمشق "الحكومة السورية لم توافق بعد على الإجلاء الطبي، ولم يحدث أي تحرك"، وتابعت أن قائمة المرضى الأولى بالإجلاء قدمت من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة والتي تعاني بالأساس من أمراض مزمنة منها الفشل الكلوي والسرطان وأمراض القلب.
وكشفت إن بعض جرحى الحرب كذلك ضمن القائمة وإن أكثر من 400 من أقاربهم يسعون لمرافقة المرضى وعددهم 480 للعلاج في مستشفيات دمشق، وإن دراسة عن سوء التغذية أجريت في الغوطة الشرقية خلال النصف الأول من شهر نوفمبر تشرين الثاني جمعت بيانات عن أكثر من 300 طفل تتراوح أعمارهم من ستة أشهر إلى خمس سنوات.
وأشارت هوف إلى "سلمنا ثمانية أطنان من الإمدادات الدوائية للغوطة الشرقية الشهر الماضي لكنها غير كافية"، وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومنظمة الصحة العالمية في نتائج الدراسة "نتائج بيانات البحث تشير إلى تدهور في وضع التغذية بين الأطفال تحت سن خمس سنوات".
واتضح أن 11.9 بالمئة من الأطفال الذين جرى فحصهم يعانون من سوء تغذية حاد يمكن أن يهدد الحياة، وتقدم منظمات الإغاثة خدمات تغذية علاجية ووقائية، من خلال خمس منشآت صحية وسبع عيادات متنقلة في دوما وحرستا وكفر بطنا.