أكّدت دراسة حديثة أنه يُمكن أن يُفسّر الالتهاب المزمن منخفض الدرجة أسباب تطور حالات بعض الأشخاص المصابين به لدرجة الإصابة بمرض ألزهايمر، على العكس من غيرهم، ولأعوام حير الباحثون جين ApoE4 الذي يرتبط بـ50% من حالات مرض آلزهايمر، لكن تم اكتشافه أيضا في الأشخاص الذين لا يصابون أبدا بأمراض تنكسية.
تطوّر ألزهايمر لحالات أصيبت بالالتهاب
تشير دراسة نشرت مِن قبل علماء الأعصاب في كلية الطب بجامعة بوسطن، إلى نظرية أن الجين قد يزيد فقط من الخطر، إذا تفاقم بسبب التهاب مزمن منخفض الدرجة، والذي يمكن أن يأتي من أشياء لا حصر لها بما في ذلك ضغط الدم المرتفع، السكري، الالتهاب الرئوي، والتهابات المسالك البولية.
وتقول ويندي كيو، المؤلف الرئيسي للوقاية من الالتهاب، إن الوقاية من الالتهاب يمكن أن تقلل من معدل التشخيص بأعداد ضخمة، وتضيف أن النتائج تقدم سببا آخر لعلاج الالتهاب باعتباره مصدر قلق بالغ بالنسبة إلى صحتنا، ليس أقلها الوقاية من أمراض القلب، وهي أكبر قاتل في الولايات المتحدة والعالم.
وقال المؤلف المناظر الدكتور كيو: "رأيت الكثير من المرضى يبدون بخير، لكن بعد الإصابة بالالتهاب الرئوي أو بعد الجراحة، يتدهور الإدراك لديهم. ليس كلهم، لكن البعض منهم"، مضيفا: "أشعر بسعادة بالغة لأن هذه الدراسة فتحت منظورا بحثيا سريريا جديدا لتوضيح السبب".
تطوّر جين ApoE
يشرح الدكتور كيو أن الالتهاب المزمن منخفض الدرجة "من السهل قياسه لكنه شائع جدا"، كما أنه من السهل أيضًا اكتشاف APOE4، موضحا: "يجب علينا قياسه كل عام.. إذا كان المريض مصابا بالتهاب رئوي وكان حاملا لـApoE، فيجب أن نتبعه كل 3 أشهر. إذا كنا نتعامل بصرامة مع هذا الالتهاب النظامي المزمن في ناقلات ApoE4، يمكننا منع عدد كبير من حالات الخرف ألزهايمر".
ويحدث الالتهاب المزمن منخفض الدرجة عندما يقوم الجسم بإطلاق استجابات دفاعية للتهديدات، لكن الخطر ليس موجودا، حيث يرسل جيشا من خلايا الدم البيضاء للتعامل مع الهجوم، لكن ليس لديها ما تفعله حتى ينتهي بهم الأمر بالتلويح بلا هدف، ومهاجمة الأنسجة والخلايا أثناء ذهابهم.
ويعتاد الجسم هذه التجربة، لذا نادرا ما يطلق الالتهاب منخفض الدرجة أعراض فعليه قد تنبه الطبيب إليها، ومع ذلك، يمكن الكشف عن ذلك عن طريق فحص CRP (مستويات بروتين سي التفاعلي) في اختبار الدم، وهذا يتم فقط خلال اختبارات التهديدات الأكثر مباشرة، مثل الذئبة أو التهاب المفاصل.
ولا يعدّ الارتباط بين الخرف والالتهاب جديدا تماما، لكن حتى الآن لم يتضح بعد كيف يمكن أن يزيد هذا الخطر، فقط ببساطة يبدو أن معظم مرضى ألزهايمر يعانون من الكثير من الالتهابات.
وتعدّ الدراسة الجديدة التي نشرت في JAMA Network Open، أول دراسة مقارنة بين أنواع معينة من جينات ApoE 2، 3، 4، على مدى أعوام طويلة، وفي السابق، كانت الدراسات تقيس مستويات الالتهاب مرة واحدة.
نصائح لتجنّب مرض ألزهايمر
أجريت هذه الدراسة بالنظر في بيانات 3000 شخص من دراسة فرامنغهام للقلب، ومقارنة جيناتهم ومستويات بروتين سي التفاعلي، وبمجرد القضاء على الالتهاب، لم يكن لدى حاملين ApoE4 مخاطر على تطوير ألزهايمر مقارنة بأقرانها ApoE2 وApoE3.
ويعتقد كيو، الأستاذ المساعد في الطب النفسي والصيدلة والعلاجات التجريبية في BUSM، بأن فحص ومعالجة الالتهابات المزمنة بالنظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية، وبخاصة في ناقلات ApoE4، قد يكون الشيء الذي يحدد ما إذا كان الشخص يصاب بالمرض أم لا.
ويمكن أن يكون اكتشافا رائدا إذا كان الأمر كذلك، لأن مرض ألزهايمر لغز لا يمكن علاجه، ولا يمكن تشخيصه نهائيا حتى بعد الوفاة في تشريح الجثة.
ويدفع السباق لإيجاد علاج له، سواء من منظور الصحة العامة أو العمل، إلى سبا شركات الأدوية حول العالم لتصبح أول من يحبط مرض ألزهايمر، وتفوز ببراءة الاختراع، ورغم بعض التقدم الكبير لم تتوصل العلاجات إلى علاج نهائي.
ويعتقد الدكتور كيو بأن ذلك قد يرجع إلى حقيقة أن معظم التجارب التي كانت تحاول استهداف الالتهاب، لم تكسرها إلى أنماط وراثية، وفي حين وضع الباحثون نتائج الدكتور كيو في الاعتبار، يرتفع معدل الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض، من الواضح بشكل متزايد أن الجينات قد تلعب دورا عندما يتعلق الأمر ببعض الأمراض الالتهابية مثل السمنة والسكري، ومع ذلك، هناك تغييرات نمط الحياة الفعالة التي من شأنها خفض الالتهابات.