يناضل الكثيرون باستمرار من أجل النوم باكرا، لكن محاولاتهم تبوء بالفشل في غالبية الأحيان، دون أن يتمكنوا من معرفة السبب الذي يبقيهم مستيقظين ساعات طويلة في الليل. وعلى الرغم من أنه من السهل عزو الأرق إلى الإجهاد أو تناول الكافيين أو مشاهدة التلفزيون بإدمان، إلا أنه قد يكون هناك سبب أعمق بكثير. وكشفت دراسة أجريت عام 2017 أن العديد من الأشخاص الذين يبقون مستيقظين ويكافحون من أجل الاستيقاظ في الصباح ليسوا كسالى، بل إن ساعتهم الداخلية مُبرمجة ببساطة وراثيا لتعمل ما بين 2 إلى 2.5 ساعة أبطأ من بقية السكان، وذلك بفضل طفرة في الساعة الجينية في الجسم، تسمى "CRY1". أقرأ أيضاً :
تناول "الكافيين" قبل ممارسة الرياضة قد يفيد الصحة
وفي العادة، يبدأ إيقاعنا اليومي كل صباح في بناء بروتينات تعرف باسم المنشطات في خلايانا، وخلال فترة تتراوح ما بين 12 و16 ساعة، تفسح هذه المنشطات المجال للمثبطات، ما يجعلنا نشعر بالنعاس. لكن هذا التحول الجيني جعلك "بومة ليلية"، وهو مصطلح يطلق على أولئك الذين يميلون إلى البقاء مستيقظين إلى وقت متأخر من الليل، ما يمنع المثبطات من أداء مهامها بنجاح، ويمدد الوقت الذي تنشط فيه خلايانا خلال اليوم. وقام الفريق بدعم أبحاثهم من خلال دراسة شملت ست عائلات في تركيا، حيث حمل 39 شخصا الطفرة الجينية، بينما كان 31 شخصا من دونها. وبالنسبة لأولئك الذين ليست لديهم طفرة، كانت نقطة منتصف دورة نومهم هي الرابعة صباحا، أما أولئك الحاملين للطفرة، فكانت نقطة منتصف دورة نومهم بين الساعة 6:00 حتي 8:00، ما دفع يومهم إلى الوراء لمدة ساعتين. وعلى الرغم من اكتشاف الباحثين لهذه الطفرة الجينية، إلا أنهم يقولون إن هناك إمكانية للسيطرة على الموقف من خلال بعض العوامل الخارجية، التي تساعد في إجبار الساعة الجينية على استيعاب نظام الـ 24 ساعة في اليوم.قد يهمك أيضاً :