كشفت دراسة حديثة أن الدهون الموجودة في الأسماك والمكسرات وزيت الزيتون يُمكنها أن تساعد على تقوية الذاكرة، مع التقدم في العمر، كما تُعزز القدرة على حل المشاكل، ووجدت دراستان حديثتان أن أحماض أوميغا 3 و 6 الدهنية الموجودة في هذه المجموعات الغذائية تحمي مناطق الدماغ الأكثر تأثرًا بالشيخوخة.
وتساعد الأحماض الدهنية على الحفاظ على القشرة الجدارية الأمامية، وهي شبكة دماغية مسؤولة عن حل المشكلات. وكشفت الدراسة أن هذه الدهون تُساعد أيضًا على الحفاظ على القبو الدماغي، وهي منطقة دماغية صغيرة، وٌجد سابقًا أنها مرتبطة بالذاكرة وبمرض الزهايمر.
ويصيب الزهايمر، وهو الشكل الأكثر شيوعًا للخرف، 5.4 مليون شخص في الولايات المتحدة الأميركية و850 ألف شخص في بريطانيا، وحلل باحثون من جامعة إلينوي في شيكاغو في الولايات المتحدة، في الدراستين، مستويات الدهون غير المشبعة الموجودة في دم البالغين من عمر 65 إلى 75 عامًا، وتوجد الدهون غير المشبعة في سمك السلمون والمكسرات والبذور وزيت الزيتون.
وطلب الباحثون من المشاركين إجراء عدد من الاختبارات، لقياس مدى إدراكهم. وحللوا البنية الدماغية لهم، باستخدام الأشعة فوق الصوتية، ووجد الباحثون أن الذين لديهم مستويات عالية من الدهون غير المشبعة في دمهم، كان أداؤهم أفضل في حل المشاكل، وكانت القشرة الجبهية الأمامية لهؤلاء المشاركين أكبر في الجانب الأيسر، وهي المنطقة المسؤولة عن حل المشاكل.
وقالت معدة الدراسة مارتا زامروزيفيتش: "درسنا شبكة أساسية في الدماغ، وهي الشبكة الجدارية الأمامية، التي تلعب دورًا هامًا في الذكاء السائل، وتتراجع قدرة الشبكة حتى في حالات الشيخوخة الصحية"، وتصف عبارة الذكاء السائل القدرة على حلّ المشكلات التي لم تُواجه من قبل.
وأضافت مارتا: "فحصنا، في دراسة منفصلة، بنية المادة البيضاء الموجودة في القبو الدماغي، وهي مجموعة من الألياف العصبية المهمة للذاكرة وتقع في مركز الدماغ"، وقالت إن الأبحاث السابقة أظهرت أن القبو هو واحد من أُولى المناطق، في الدماغ، التي تتعرض للخطر، في حالة الإصابة بالزهايمر.
ووجد الباحثون، في دراسة أخرى، أن حجم القبو الدماغي كان له علاقة بالمستويات العالية من الدهون غير المشبعة في الدم، وكشفت النتائج أيضًا أن المشاركين كبار السن، الذين كان حجم القبو الدماغي لديهم كبيرًا، أدّوا بشكل أفضل في اختبارات الذاكرة، وتحمل هذه النتائج آثارًا مهمة على النظام الغذائي الغربي، والذي يُعتبر غير متوازن، و به كميات عالية من الأحماض الدهنية أوميغا 6، وكميات قليلة من أوميغا 3.
وتوجد الأحماض الدهنية أوميغا 3 بكثرة في عين الجمل وزيت الزيتون والسلمون، في حين يحتوي زيت النخيل وفول الصويا وزيت عباد الشمس على أوميغا 6.
ويأتي ذلك بعد أن وجد باحثون من وحدة علم السموم التابعة لمجلس البحوث الطبية في مدينة ليستر، جنبًا إلى جنب مع جامعة كامبريدج، أن دواء ترازودون الذي كان يستخدم سابقًا للاكتئاب، يمكن أن يكون علاجًا لمرض الزهايمر، وقالوا إنهم وجدوا في الاختبارات الأولية أن ترازودون يقلل من انكماش الدماغ، وبما أنه ثبت بالفعل أنه آمن على البشر، فيمكن أن يتواجد في الأسواق خلال عامين.