أكد باحثون في جامعة ساسكس البريطانية حقيقة وجود وهج دافئ للطيبة البشرية، بخاصة إذا كان الإنسان الذي يشع طيبة لا يحقق أي استفادة ملموسة منها.
وأشار الباحثون في دراستهم المنشورة في مجلة "نيوروإميج" المعنية بدراسات علوم الأعصاب، أنهم أجروا تحليلات كبرى لـ36 من الأبحاث المنشورة التي درست مسوحات وصورًا لأدمغة أكثر من 1000 شخص وهم يتخذون قرارات تتسم باللطف والطيبة , ولأول مرة أجرى باحثو جامعة ساسكس تقسيمًا للتحليلات بين ما يجري في المخ عندما يندفع الأشخاص لاتخاذ قرارات الإيثار الحقيقية، أي أنهم لا يستفيدون أي فائدة منها، وبين سلوكهم وفق "الطيبة الاستراتيجية"، أي عندما يحصلون على شيء ما في المقابل، كأنهم يوظفون طريقة "الكرم المستفيد".
و كانت دراسات سابقة قد أشارت إلى أن الكرم ينشط شبكة المكافآت في المخ، فإن الدراسة الجديدة هي الأولى التي جمعت تلك الدراسات سوية وقسمت الطيبة إلى قسمين: طيبة الإيثار، والطيبة الاستراتيجية , ووجدت الدراسة الجديدة أن منطقة المكافآت في الدماغ تكون أكثر نشاطًا، أي أنها تستخدم كميات أكبر من الأكسجين عندما يتصرف الأشخاص وفق "الطيبة الاستراتيجية"، أي عندما ينتظرون أفضالًا مقابل أفضالهم.
وجدت أن قرارات الإيثار نشطت أيضًا منطقة المكافآت إلا أنها فاقت ذلك وأدت إلى تنشيط بعض مناطق الدماغ الأخرى مثل "منطقة ما تحت القشرة الحزامية الأمامية"، وهو الأمر الذي يعني أن المخ يعمل بطريقة أخرى أو بـ"وهج" أعلى عند اتخاذ قرارات تتسم بالإيثار, وقال الدكتور دانيل كامبل - ميكلوجون رئيس مختبر القرارات الاجتماعية في الجامعة إن النتائج تثير تساؤلات بشأن دوافع الهبة والكرم من مختلف الأفراد سواء دوافع المصلحة الشخصية والوهج الدافئ للإيثار.