كشفت أرقامًا جديدة على احتماليه معاناة مرضى القلب ، من الوفاة المبكرة ، إذ عانوا من الاكتئاب ، وقد رصد الباحثون أكثر من 24،000 مريض لمدة 10 أعوام.
ووجد الباحثون أن الاكتئاب الناجم عن مرض الشريان بعد الشريان التاجي هو أكبر مؤشر للوفاة ، وظلت هذه نفس الحالة حتى بعد تعديلها ، طبقًا لعوامل أخرى مثل السن أو العرق أو السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
وصرح عالم نفسي رائد بالتعاون مع جمعية القلب الأميركية لـ"ديلي ميل أونلاين" أن النتائج سلطت الضوء على الاكتئاب وتأثيره على الصحة البدنية للشخص ، ودعم فكرة أن المرض العقلي له تأثير بيولوجي على أعضائنا.
ونشر هذا البحث ، في مجلة القلب الأوروبية من قبل علماء الأوبئة في معهد إنترمونتين الطبي لمركز القلب في ولاية يوتا ، وتعتبر مجله القلب الأوروبية واحدة من أفضل المجلات المرموقة في أوروبا.
يذكر أن الدكتورماي وفريق أبحاث القلب في معهد أنترمونتين الطبي ، وقاموا بدراسة 24،138 مريضًا خضعوا لعملية تصوير الأوعية الدموية ، وتم إقرار إصابتهم بمرض الشريان التاجي .
واستخدم الباحثون نظام الترميز التشخيصي الموحد للكشف عن الاكتئاب اللاحق ، وقد تم وضع المرضى الذين يعانون من الاكتئاب إلى فئات فرعية على أساس المدة والوقت الذي تم فيه تشخيص مرض الاكتئاب ، بعد أن تم تشخيصهم بمرض القلب حتى الآن ، وقد نظرت معظم الدراسات إلى الاكتئاب في نقطة واحدة في الوقت المناسب ، مثل خلال 30 يومًا من الإصابه بمرض القلب أو في وقت تشخيص أمراض القلب ، مجموعة من الدراسات فقط هي التي قد نظرت على مدار عام ومع ذلك.
وتعتبرهذه الدراسة فريدة من نوعها لأنها قامت بتتبع المرضى لمدة 10 أعوام في المتوسط ، بعد تشخيص مرض الشريان التاجي لديهم لمعرفة ما إذا كانوا قد تم تشخيص بمرض الاكتئاب فى أي وقت لاحق.
وتم تشخيص 15% ، أو 2،646 مريضًا مع الاكتئاب في مرحلة ما أثناء المتابعة فى المجمل ، ومن هؤلاء، تم تشخيص معظمهم وهم 37% منذ أكثر من خمسة أعوام ، بعد أول تشخيض لهم بمرض القلب، وتم ربط التشخيصين ، ثم تم تشخيص السيناريو الثاني في غضون عام من أول إصابه قلبية ، وهذا هو الحال بالنسبة 27% ، من المرضى الذين يعانون من الاكتئاب تم تشخيص البقية ما بين عام وخمسة أعوام ، بعد أول تشخيص لهم بمرض القلب ، وتعزز هذه الدراسة العلاقة بين الاكتئاب وأمراض القلب وزيادة مخاطر الوفاة.
وثبت أن الأشخاص الذين يعانون من مرض الشريان التاجي لا يعيشون طويلًا مثل أقرانهم الذين ليس لايعانون أمراض القلب ، وعلى الرغم من زيادة العمر مع العلاجات الحديثة ، والعمليات الجراحية ، ومعالجة أكثر لعوامل الخطر ، إلا أن الاكتئاب قد خضع لتدقيق كعامل خطر محتمل يمكن أن يحدث فرقًا ، إذا تمت معالجته بشكل صحيح .
وقال المؤلف الرئيسي الدكتور هايدي مايو إنه مهما طال الزمن أو قصر ، فإن مرضى القلب لديهم ضعف خطر الموت مقارنة مع الذين لم يكن لديهم متابعة بعد تشخيص الاكتئاب.
وأكد الدكتور باري جاكوبس ، وهو طبيب نفسي تابع لرابطة أطباء بلا حدود في فيلادلفيا، أن الدراسة توضح أن الاكتئاب قد يكون له تأثير جسدي أكثر جسامة على أجسادنا مما كان يعتقد سابقًا .
وأوضح كروزر كيستون أن هناك أدلة متزايدة على حدوث تغيرات هرمونية وكهربائية ، تؤثر بدورها على أداء القلب، بسبب الإصابه بالاكتئاب وتشير البحوث بشكل كبير إلى أن السبب في زيادة معدل الوفيات ليست سلوكية فقط ، فهناك سبب بيولوجي أيضًا ، ويعتقد أن الاشخاص الذين يعانون من الاكتئاب انخفضت لديهم مستويات السيروتونين في الدماغ.
ويفسردكتور جاكوبس ذلك بأن القلب لديه أيضًا مستقبلات السيروتونين ، وانخفاض مستويات السيروتونين قد تؤثرعلى القلب ، ورأى الدكتور ماي أن النتائج تؤكد على أهمية الفحص المستمر للاكتئاب لمرضى القلب كافة ، حيث أن المرضى الذين يعانون من الاكتئاب يحتاجوا إلى علاج لتحسين نوعيه حياتهم ليس فقط لتجنب المخاطرعلى المدى الطويل ، مثل فحص السكري والكوليسترول لا يهم كم زمن مضى التشخيص بمرض الشريان التاجي ، فيجب الفحص باستمرار لمرض الاكتئاب.
ويحذر جاكوبس من أن المجتمع الطبي لا يزال غير متنبهه بعد ، فيحب على المرضى طلب الفحص الشامل لكل شئ من أطبائهم حذر جاكوبس من أن الأطباء لا يفعلون ذلك دائمًا ، فيحب على أطباء الرعاية الأولية القيام بذلك بشكل روتيني "استبيان صحة للمريض" ، لكل مريض بالغ يمشي من خلال الباب ، ولكن معظم أطباء القلب لايفعلون ذلك.
وأضاف جاكوبس "أي شخص يعاني من سكتة قلبية أو يتم تشخيصه بمرض قلب يجب أن يهون على نفسه وأن يكون حذرًا من الخسائر العاطفية التي سيتعرض لها فيجب على المرضى كافة ، يعرفوا أن هناك ردود فعل عاطفية طبيعية بعد المعرفة بوجود أزمة قلبية أو التشخيص بمرض القلب مثل القلق والحزن والغضب في بعض الأحيان ، هذه كلها أشياء طبيعية".
وبالنسبة لمعظم الاشخاص، فإنهم يواجهون معدل وفياتهم للمرة الأولى ومع ذلك، يمكن للاكتئاب ردع الناس من اتباع نصيحة الطبيب ويحب أن يضع هؤلاء الأشخاص في اعتبارهم نوعيه طعامهم ومشربهم مما يطيل في عمرهم .