فيتاميني "B6" و"B12"

يزيد تعاطي مستحضرات بعينها من فيتامين "B" فترات طويلة من خطر إصابة الرجال بسرطان الرئة، وحذّر باحثون أميركيون بشكل خاص في دراستهم التي نشرت في مجلة "جورنال أوف كلينكال أونكولوجي" المتخصصة في الأمراض السرطانية من تعاطي المدخنين فيتاميني "B6" و"B12".

وقال الباحثون تحت إشراف تيودور بارسكي من جامعة ولاية أوهايو، إن مستحضرات فيتامين "B" لا تحمي من الإصابة بسرطان الرئة وفقما كان يعتقد حتى الآن، بل ربما كانت ضارة، وحلل الباحثون بيانات أكثر من 77 ألف رجل وامرأة شاركوا في دراسة وصفية، حاول خلالها الباحثون معرفة العلاقة بين الفيتامين وغيره من المغذيات المكملة من ناحية، وخطر الإصابة بالسرطان من ناحية أخرى، وفق وكالة الأنباء الألمانية.

وذكر المشتركون عند بدء الدراسة التي استمرت بين عامي 2000 و2002 الفيتامينات التي تعاطوها في السنوات العشر الأخيرة وبأي جرعة، وكانت هذه الجرعة في المتوسط أعلى من الكمية التي توصي بها هيئات الصحة المعنية في الولايات المتحدة، كما ضمَّن الباحثون دراستهم بيانات أخرى عن المشاركين من بينها الطول والعمر والتغذية والتاريخ المرضي، بالإضافة إلى معرفة ما إذا كان المشارك مدخنًا أم لا، ثم تابع الباحثون المشاركون في السنوات التالية وحتى أواخر عام 2007، وعرفوا أيهم قد أصيب بسرطان الرئة. ثم ربط الباحثون بين جميع هذه البيانات.

وتبين للباحثين أن تناول فيتاميني "B6" و"B12" كمستحضر منفصل وليس كخليط فيتامين متعدد يزيد خطر إصابة الرجال بسرطان الرئة بنسبة 30 إلى 40 في المائة، وفي حالة التعاطي لمدة طويلة "عشر سنوات" بجرعة كبيرة "20 مليغرام B6 أو 55 ميكروغرام B12 يوميًا" يضاعف خطر الإصابة بهذا السرطان تقريبًا، كما أوضح الباحثون أن المدخنين معرضون لخطر الإصابة بهذا السرطان ثلاثة أمثال أقرانهم غير المدخنين إذا تعاطوا "B6" بجرعات كبيرة وأربعة أمثال أقرانهم إذا تعاطوا "B12".

وأكد براسكي، في بيان صحافي صادر عن الجامعة، أن الخطر الذي اكتشفوه هو خطر تناول جرعات فيتامين أعلى بكثير من الجرعات اليومية لخليط من الفيتامينات المتعددة، ومعلقًا على الدراسة قال تيلمان كون، رئيس قسم علم الأوبئة الغذائية في المركز الألماني لأبحاث السرطان في هايدلبرغ "هذه دراسة أخرى تحذّر من تناول الإنسان مستحضرات الفيتامينات والمكملات الغذائية بلا رغبة منه".