تلجأ العديد من الأسر إلى بعض الوصفات المنزلية المتوارثة عبر الأجيال لعلاج بعض المتاعب الصحية البسيطة لدى الأطفال، مثل الكمادات لعلاج الحمى والبصل لعلاج آلام الأذن. وعلى الرغم من وجود العديد من الأدوية اليوم، إلا أن الكثيرين مازالوا يعتقدون في نصيحة الجدة.
وقال راينر شتانجه، طبيب الباطنة وخبير العلاجات الطبيعية بمستشفى إيمانويل في العاصمة الألمانية برلين، إنه بصفة مبدئية لم يتم بحث العلاجات المنزلية بشكل عملي.
ومن جانبه، يرى هيرمان جوزيف كال، المتحدث باسم الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين، أن تأثير الوصفات المنزلية لا يعتمد فقط على المواد الفعالة الموجودة بها، ولكن أيضًا على العامل النفسي الذي لا ينبغي التقليل من أثره، ويتفق الأطباء على أنه لا يوجد ما يمنع علاج الأعراض التالية بمساعدة الوصفات المنزلية في البداية:
* الحمى: ينصح كال بالعمل على خفض الحمى بدءً من 39.5 درجة؛ نظرًا لأن الحمى تتمتع بتأثير تحفيزي لجهاز المناعة. أما إذا عانى الطفل من تشنجات الحمى، فينبغي حينئذ أن يتصرف الوالدان بسرعة.
وتبدأ هذه المحاولات بكمادات الساق، وهي عبارة عن قطعة قماش يتم غمسها في الماء وتُلف حول الساق وتلف مرة أخرى بمنشفة. وهنا توصي القابلة الألمانية أندريا هاجن هيرباي، بألا يكون الماء باردًا جدًا. وإذا استمرت الحمى لأكثر من ثلاثة أيام أو ساءت حالة المريض أو كان المريض رضيعًا، فيجب حينئذ زيارة الطبيب.
* السعال: قال طبيب الأطفال الألماني أندرياس فولبراخت، إن عصير البصل هو العلاج المنزلي المفضل للسعال؛ حيث يتم تقشير ثمرة إلى ثمرتين من البصل وتقطيعها على شكل مكعبات، ثم وضعها في برطمان مربى فارغ وإضافة ملعقة عسل أو سكر صغيرة، مع إمكانية التخفيف بالماء. وبعد مرور ساعتين تتم تصفية العصير، ويأخذ الطفل منه ملعقة أو ملعقتين عدة مرات يوميًا. وأوضح فولبراخت أن هذا العصير يؤدي إلى استرخاء عضلات الشعب الهوائية، وهو ما يساعد على إزالة التشنج العضلي في الجهاز التنفسي.
* ألم الأذن: يلعب البصل أيضًا دورًا هامًا في علاج ألم الأذن الخفيف؛ حيث يتم وضع قطع من البصل في كيس شاي وتوضع أمام الأذن المتألمة، ويساعد هذا على تخفيف الألم التوتري لطبلة الأذن بعض الشيء، غير أنه ينبغي في الوقت ذاته الذهاب إلى الطبيب إذا لم يقل الألم أو حدث ارتفاع في درجة الحرارة.
* الزكام: بدلًا من قطرات الأنف يمكن تخفيف احتقان أنف الطفل بواسطة محلول ملحي بسيط، ويمكن شراؤه من الصيدلية في حال عدم الرغبة في تحضيره بشكل ذاتي. وتشير القابلة هاجن هيرباي إلى أنها تعتمد على المحلول الملحي في علاج احتقان الأنف حتى لدى الرضع لما له من تأثير مرطب وملطف.
* ألم البطن: تقول هاجن هيرباي إن ألم البطن عند الطفل لا يرجع دائمًا إلى مشكلة في المعدة؛ لذا فإن التدليك الخفيف والقربة الدافئة يتمتعان بتأثير مهدئ في الغالب، غير أن ألم البطن المصحوب بالحمى يستلزم استشارة الطبيب.
وبالنسبة للالتهاب المعدي المعوي، فإنه من المهم بشكل خاص شرب الكثير من السوائل لتعويض فقدان السوائل من الجسم. ويمكن للأم تحضير محلول إلكتروليتي لعلاج الطفل، وذلك بإضافة البعض من الملح والجلوكوز إلى مغلي الأعشاب المفضل للطفل، في حين يتقبل الأطفال الأكبر سنًا الشاي الأسود، وهو يتمتع بتأثير إيجابي في علاج التهاب الغشاء المخاطي المعوي.
* الجروح والكدمات: يعتبر اللبن المخثر من العلاجات المنزلية الجيدة للالتهابات والكدمات والالتواءات ولدغات الحشرات غير الضارة طالما كان في الموضع ألم وسخونة، ويفضل استخدام اللبن المخثر المحفوظ في الثلاجة ووضعه على موضع الألم مباشرة.