يعتقد الناس دوما أن زيادة الوزن مرتبطة بالإفراط في تناول الطعام فقط، ولا يدرك الكثيرون أن السمنة قد تنجم في بعض الأحيان عن أسباب غريبة ومدهشة. ووفق دراسة حديثة أجريت في جامعة يورك البريطانية، فإن البدانة لا تقتصر على عامل السعرات الحرارية فقط ولا تنتهي أحياناً بمجرد التحكم في تناول الطعام، إنما تمتد لتشمل عوامل أخرى من شأنها تفسير مشكلة البدانة التي أصبح يعاني منها 34% من البالغين و15-20% من الأطفال والمراهقين في الولايات المتحدة الأميركية.
وإليكم فيما يلي 5 عوامل غريبة تقف وراء مشكلة البدانة بالإضافة إلى الإفراط في تناول الطعام، حسب ما جاء في موقع "ديلي هيلث" المعني بالصحة:
1- العوامل البيئية
أصبحت البيئة المحيطة بنا تعج بالكثير من المواد الكيميائية التي أصبحت موجودة في الطعام، الماء، الهواء، مواد البناء، المنظفات، وحتى منتجات العناية الشخصية. وتمثل هذه المواد الكيميائية خطراً فسيولوجيا على البشرية، حيث تسبب زيادة الوزن ومقاومة لفقدانه عن طريق تعطيل نظام الغدد الصماء.
فعلى سبيل المثال، البلاستيك والمعادن المستخدمة في تغليف البقالة تتناثر في الطعام مما يجعله يحتوي على السموم ولو بقدر بسيط يتراكم في الأنسجة الدهنية بالجسم مسبباً مشاكل صحية فيما بعد. كما تضاف المواد الكيميائية إلى إمدادات المياه لقتل الكائنات الحية الدقيقة الضارة، هذا بالإضافة إلى المواد الكيميائية المتناثرة في الهواء الذي نتنفسه والتي تسهم في العديد من الأمراض كالبدانة. ويُذكر أن معظم هذه المواد لم تكن موجودة قبل 100 عام، لذا فهي تمثل تحديا حديثا لصحة الإنسان.
2- المنتجات الغذائية
تساهم المستحلبات، مكسبات اللون والنكهة، المواد الحافظة التي تضاف على الكثير من المنتجات الغذائية لحفظها وإضفاء نكهة مميزة لها، في الاصابة بالعديد من الأمراض من بينها البدانة.
كما أن المبيدات الحشرية التي يتم رشها على المحاصيل الغذائية لمحاربة الآفات الزراعية، تسبب زيادة الوزن.
3- الأدوية
أثبتت الدراسات أن هناك بعض الأدوية يؤدي تناولها بانتظام إلى البدانة، كمضادات الاكتئاب، مضادات الهيستامين، أدوية الضغط المرتفع، مضادات الذهان وهو مرض عقلي يحدث خللا في التفكير المنطقي، وأدوية السكري.
4- بكتيريا الأمعاء
تلعب بكتيريا الأمعاء والتي تعرف بالميكروبيوم دوراً فاعلا في إنقاص الوزن وتحسين عملية الهضم والتخلص من البكتيريا الضارة، إلا ان الأطعمة المحملة بالمواد الكيميائية تثبط هذه البكتيريا النافعة ما يؤدي إلى تراكم السموم التي تحول دون التخلص من الوزن الزائد بل وتسبب البدانة أيضاً.
5- الإجهاد المزمن
كل منا يتعرض في حياته إلى الإجهاد، إلا أن الإجهاد المزمن يعرض الإنسان إلى مجموعة كاملة من المشاكل الصحية، بما فيها زيادة الوزن. فهرمونات الإجهاد مثل الكورتيزول تبدأ سلسلة من ردود الفعل التي تضمن للجسم البقاء على قيد الحياة، وتنظيم ضغط الدم ومعدل السكر بالدم ومعدل ضربات القلب والجوع والهرمونات الأخرى، وعملية التمثيل الغذائي. لذا فهناك ارتباط واضح بين الإجهاد المزمن والبدانة.