أشارت دراسة جديدة إلى أن العقاقير المخفضة للكوليسترول من الممكن استخدامها أيضًا كعلاج فعال لسرطان المبيض، مضيفة أن تلك العقاقير الرخيصة يستخدمها 6 ملايين بريطاني يوميًا للحفاظ على نسبة الكوليسترول من الارتفاع، إلا أنها يعدو إليها فضلًا في إنقاذ ما يقدر بنحو 7 آلاف شخص كل عام، لكن الباحثين يدعون أن العقاقير المخفضة للكوليسترول، الشائع استخدامها، يمكن أيضًا أن تكون فعالة ضد الخلايا السرطانية - إذا تم التحكم في النظام الغذائي للشخص.
ووجدت الدراسة التي أجرتها جامعة كيلين، أن العقاقير المخفضة للكوليسترول يمكن أن يكون لها تأثير ضد المادة التي تبقي الخلايا السرطانية حية، والتي وجدت أيضًا في بعض الأطعمة، وبالتالي، فإن إزالة هذه الأطعمة من نظامنا الغذائي سيساعد على مكافحة الأورام السرطانية. وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور ألان ريتشاردسون، إن العقاقير المخفضة للكوليسترول أكثر فعالية لاستهداف الخلايا السرطانية التي تصيب المبيض، وهي مادة البيتافاستاتين، والتي ظهر أنها تعمل على تثبيط الأورام في الفئران، معتقدًا أن العقاقير المخفضة للكوليسترول، التي لم يتم اختبارها بعد لآثارها على سرطان المبيض، يمكن أن تكون ناجحة في البشر إذا تم تجنب بعض الأطعمة - بما في ذلك بعض أنواع الأرز وزيت عباد الشمس، إذ تحتوي هذه الأطعمة على مادة تسمى جيرانيلجيرانيول، والتي يحتمل أنها تؤثر على فاعلية تلك العقاقير في مكافحة الورم.
وأوضح الدكتور ريتشاردسون: "لا بد من استخدام جرعة مناسبة خلال فواصل زمنية معينة، ونظام غذائي محكم للحد من مصادر مادة الجيرانيلجيرانيول، التي يمكن أن تحد من تأثير العقاقير المخفضة للكوليسترول على الخلايا السرطانية.
وأظهر البحث أن آثار تثبيط الورم من بيتافاستاتين في الفئران كانت محدودة عندما كان هناك تواجد لجيرانيلجيرانيول"، ومع ذلك، فنحن بحاجة إلي مراقبة النظام الغذائي بعناية للحد من مادة الجيرانيلجيرانيول الموجود في مختلف الأطعمة بما في ذلك زيت عباد الشمس وبعض الأرز، وذلك في التجارب السريرية في المستقبل.
وأشار الدكتور ريتشاردسون في مجلة "التقارير العلمية" إلى أن بيتافاستاتين "متوفر بشكل عام، مما يجعل هذا العلاج غير مكلف نسبيًا"، وستكون المرحلة التالية من البحوث هي إجراء تجارب سريرية كاملة على البشر، والتي يعمل الباحثون من كيلي وجامعات برمنغهام الآن نحو تحقيق ذلك.
وجدير بالذكر أن هناك حاجة إلى علاجات جديدة لسرطان المبيض كما هو الحال في كثير من الحالات التي يصبح المرض بها مقاومًا للعلاج الكيميائي، حيث أشارت الإحصائيات إلى أن 40 في المائة فقط من المرضى يبقون على قيد الحياة بعد 5 أعوام من تشخيصهم، فضلًا على أنه يتم تشخيص 7 آلاف مريض سنويًا، وتأتي حالات الوفاة بأربعة آلاف حالة سنويًا.
ويمكن تطوير عملية تطوير العقاقير بشكل كبير إذا أمكن إعادة توزيع الأدوية الموجودة التي تعتبر آمنة لمعالجة أمراض أخرى، واستخدمت العقاقير المخفضة للكوليسترول، التي تكلف فقط 2 جنيه إسترليني في الشهر، منذ 1980 للمساعدة في خفض الكولسترول، ما يقلل من خطر إصابات القلب.
وكشفت الأبحاث أن تلك الحبوب قد تساعد أيضًا في الوقاية من العديد من الأمراض مثل التصلب المتعدد، والخرف، وأشكال مختلفة من السرطان وحتى العجز الجنسي، ولكن بعض المرضى يشكون من الآثار الجانبية، لا سيما ألم العضلات.