وافقت وكالة الغذاء والدواء الأميركية، وللمرة الأولى، على عقار للسرطان يعتمد في علاجه على مكافحة الأصول الجينية للمرض، وليس على مكافحة موضع أنسجة الأورام الخبيثة الموجودة في أعضاء الجسم. ويستهدف العقار المسمى "كايترودا Keytruda ( بيمبروليزاماب pembrolizumab)، ما يسمى "جينات إصلاح عدم التطابق"؛ وهي جينات مشوهة تؤثر على عمليات إصلاح الاختلالات داخل الخلايا الحية. وتظهر هذه الجينات في مختلف أنواع السرطانات، مثل سرطان القولون والبنكرياس والمعدة والمبيضين ومواضع أخرى في الجسم.
وقال الدكتور ريتشارد باتزر القائم بأعمال مدير مكتب منتجات أبحاث الدم والسرطان التابع لمركز تقييم وأبحاث العقاقير في بيان أصدرته الوكالة، إن "هذه خطوة مهمة أولى تهم المجموعات العاملة في السرطان". وأضاف "حتى الآن كانت الوكالة تجيز استخدام علاجات للسرطان تعتمد على الموضع الذي نشأت فيه الأورام، مثل سرطان الرئة أو سرطان الثدي، إلا اننا أجزنا الآن عقارًا يعتمد على العلامات البيولوجية للأورام بغض النظر عن موضع الأورام".
ويستهدف عقار "كايترودا" الذي طورته شركة "ميرك أند كو"، الحمض النووي الحاوي للجينات المشوهة المذكورة. وتظهر المؤشرات البيولوجية بشكل شائع في الأورام السرطانية في القولون وبطانة الرحم والجهاز الهضمي، وبشكل أقل في الثدي والبروستاتا والمثانة والغدة الدرقية ومواضع أخرى. وتوجد هذه العلامات مثلا لدى 5% من المصابين بسرطان القولون والمستقيم المنتشر. ويؤدي العقار مهمته باستهداف مسالك الخلايا التي تساعد جهاز المناعة في الجسم، لمهاجمة الخلايا السرطانية. وكان قد أجيز لعلاج نوع من سرطان خلايا الرئة، وسرطان الجلد المنتشر. وسمحت الوكالة باستخدام العقار في علاج البالغين والصغار المصابين بأورام محددة، لا يمكن استئصالها جراحيا أو أورام خبيثة صلبة منتشرة.
وأضافت الوكالة أنها أجازت العقار لاستخدامه من قبل نوعين من المرضى، الذين ليس لهم بديل آخر بعد ازدياد الأورام التي خضعت للعلاج، والذين تطور لديهم سرطان القولون والمستقيم بعد علاجهم بأنواع معينة من الأدوية الكيميائية. وللعقار الجديد عدد من الأعراض الجانبية، منها خطير مثل حدوث التهابات في الأعضاء السليمة- ولذا ينبغي على المرضى الذين يتناولونه التوقف فورًا حال ظهور مثل ذلك.