استعان عدد من المتخصصين في خدمات الصحة الوطنية البريطانية، بنظارات الواقع الافتراضي لعلاج الآلاف من البريطانيين، الذين يعانون من شلل الوجه. ويمكن استخدام هذا العلاج لمساعدة المرضى الذين يجدون صعوبة في النظر إلى تغير التعبيرات الخاصة بهم، بعد الشلل، إذ تشجع نظارات الواقع الافتراضي VR المصابين على تنفيذ تمارين الوجه العادية اللازمة، لاستعادة وظيفة العضلات من خلال رؤية مجسم وجه، يقوم بالتدريبات أمام أعينهم.
وتحتوي نظارات الواقع الافتراضي على شاشات بجانب العينين، وتستخدم الصور التي تعرض على هذه الشاشات، لمحاكاة العالم ثلاثي الأبعاد، والذي يبدو حقيقيا. وعلى الرغم من أن معظم نظارات العالم الافتراضي يتم استخدامها في ألعاب الحواسيب، لكن واحدة من أحدث استخدامات هذه النظارات، هي علاج شلل الوجه الناتج عن ضعف عضلاته، بسبب التلف المؤقت أو الدائم لأعصاب الوجه، وهذا يؤدي إلى شلل في الجزء المصاب من الوجه، والتي يمكن أن يؤثر على حركة العينين والفم، وغيرها من المناطق.
ويعزى السبب إلى عامل فيروسي - الأكثر شيوعا هو شلل الوجه النصفي - أو العدوى البكتيرية، والأمراض العصبية، والسكتة الدماغية أو بسبب الأضرار التي لحقت الأعصاب بعد جراحة الوجه. ويقال إن حوالي 100 ألف شخص في بريطانيا، يتأثرون بالعدوى بطريقة أو بأخرى.
وطوّر خبير الأعصاب واستشاري جراحة التجميل في مستشفى الملكة فيكتوريا "تشارلز ندوكا" ومن معه من باحثين تقنية جديدة، باستخدام نظارات الواقع الافتراضي، لعلاج شلل الوجه، ما يساعد المرضى على تنفيذ "العلاج الطبيعي" في المنزل بسهولة. وقال ندوكا إن العلاج الطبيعي يوميًّا أمر ضروري ويساعد الألياف التالفة، ولكن المشكلة الرئيسية أن المرضى يجب أن ينظروا إلى المرآة، لمعرفة إذا ما كانوا يقومون بالتمارين بشكل صحيح، وهذا قد يصيبهم بالحزن، ما يجعلهم يفشلون في القيام بالتمارين بانتظام.
وتابع "ردود الفعل البصرية هي مهمة للتمارين التي يؤديها المرضى، فعن طريق أجهزة الاستشعار عن بعد، التي تم دمجها في النظارات، توفر نظارات الواقع الافتراضي صورة رمزية لوجه المرضى أنفسهم أمامهم تمثيلاً ثلاثي الأبعاد، للنظر إليها بدلاً من النظر عبر المرآة". وأضاف د .نودكا، الذي يقوم بتطوير النظام الجديد مع شركة اتيك للتكنولوجيا، أنه على مدى السنوات العشر الماضية وُجد أن المرضى الذين يؤدون التدريبات كان لديهم نتائج أفضل".