يحتاج الشخص الذي يعاني من النوع الأول من السكري إلى حقن نفسه بالأنسولين دائما. ولكن طريقة زرع خلايا البنكرياس المأخوذة من متبرع سليم المستخدمة منذ عام 1999 تسمح بالتخلص من الحقن.
وتفيد مجلة Nature Biomedical Engineering، بأنه عند دخول خلايا غريبة إلى الجسم، تنتج الأنسولين اللازم للمريض، يبدأ جهاز المناعة بمهاجمتها. أي أن الخلايا المزروعة تصبح بحاجة إلى حماية من المؤثرات الخارجية. ولتجاوز هذه المشكلة يقترح علماء معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، استخدام "مصانع" مرنة تزرع داخل جسم الشخص الذي يعاني من السكري. هذه الطريقة تسمح بحماية الخلايا المزروعة.
وقد ابتكر مهندسو المعهد غلاف مسامي من بوليمير مرن، يسمح بدخول جميع المواد المغذية والأكسجين، وبخروج الأنسولين. وعلى الرغم من أن مقاس المسامات 800 نانومتر، إلا أنها لا تسمح لخلايا المناعة بمهاجمة الخلايا المزروعة. وبهذه الطريقة يحصل المريض على كمية الأنسولين اللازمة من هذه "المصانع" المرنة، دون الحاجة إلى الحقن.
وأظهرت نتائج اختبار هذه الطريقة في الفئران المخبرية على مدى 10 أسابيع أن الخلايا المزروعة عملت بشكل صحيح وحافظت على مستوى االسكر في الدم.
وباستخدام هذه الطريقة، حاول العلماء في اختبار آخر علاج فقر الدم. ومن اجل ذلك استخدموا خلايا جنينية مأخوذة من كلى الشخص، وأعادوا برمجتها لتنتج الإريثروبويتين Erythropoietin (مكون الكريات الحمراء). وقد عاشت هذه الخلايا في جسم الفئران 19 أسبوعا. وساعدت على زيادة كريات الدم الحمراء أيضا.
واستنتج العلماء، بأنه يمكن تنشيط الخلايا الموجودة داخل "المصانع" المرنة بواسطة أدوية معينة لإنتاج البروتين اللازم. فمثلا أظهرت إحدى التجارب أن هذه الخلايا أفرزت الإريثروبويتين فقط عند إعطاء الفئران المضاد الحيوي الدوكسيسيكلين. وهذا يعني أن الطريقة الجديدة تسمح بإنتاج الهرمون اللازم أو البروتين داخل الجسم - حسب الطلب، في ظروف محددة.