طور مجموعة من العلماء بالمعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية (NIAID) نموذج فأر لدراسة ضراوة مرض الجدري. فقد قام علماء المعهد ( وهو جزء من المعاهد الوطنية للصحة) بإزالة عقبة رئيسية لفهم أفضل لمرض الجدري (جدري القردة سابقًا). فطوروا نموذجًا للمرض على الفئران واستخدموه لإظهار اختلافات واضحة في الفوعة بين المجموعات الجينية الرئيسية لفيروس الجدري (MPXV)، وذلك خلال بحث جديد بقيادة الدكتور برنارد رئيس قسم الهندسة الوراثية بمختبر NIAID للأمراض الفيروسية، نشر بـ«وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم»، وفق ما ذكر موقع «لايف ساينس» العلمي المتخصص.
وتاريخيا، مرض الجدري كان ينتقل من حين لآخر فقط من القوارض إلى الرئيسيات غير البشرية أو البشر، وقد لوحظ في المقام الأول في العديد من البلدان الأفريقية. ونادرا ما ينتشر من شخص لآخر. وقد تغير هذا النمط في عام 2022 مع تفشي المرض الذي حدث فيه انتقال مرض الجدري من شخص لآخر في أكثر من 100 موقع حول العالم.
وحتى الآن، تم تشخيص أكثر من 80000 حالة إصابة بالجدري. فيما كشف تسلسل الجينوم أن السلالة التي تسبب التفشي الحالي هي «clade IIb»، وهي تختلف عن سلالتين تاريخيتين «Clade I» التي لديها معدل وفيات يصل إلى 10 % ، و«clade IIa» حيث يقل معدل الوفيات عن 1 %. فيما معدل الوفيات من «clade IIb MPXV » أقل تاريخيا.
وفي هذا الاطار، تقاوم الفئران المختبرية الفطرية القياسية عدوى «MPXV»، فقد أدى عدم وجود نموذج حيواني صغير لمرض الجدري إلى صعوبة دراسة كيفية مساهمة الاختلافات الجينية في الاختلافات الملحوظة في الفوعة (حدّة الفيروس وضراوته).
وفي هذا الاطار، حدد الدكتور موس وزملاؤه سلالة من فأر المختبر الفطري المشتق من البرية (CAST / EiJ) وذهبوا الى أن هذه الفئران يمكن أن تصاب بـ MPXV.
وكما هو الحال في البشر، كان «clade I» هو الأكثر ضراوة في الفئران CAST، يليه «clade IIa» ثم «clade IIb».
وبشكل غير متوقع، كان فيروس «clade IIb» أقل ضراوة 100 مرة من فيروس «clade IIa» في الفئران. حيث أدى إلى القليل جدًا من التكاثر الفيروسي وقوة ضراوة أقل بكثير من أي من الفروع التاريخية؛ إذ لم تمت أي فئران من عدوى «Clade IIb» على الرغم من التعرض لجرعات كبيرة للغاية من الفيروس.
وقد خلص الباحثون إلى أن النتائج تشير إلى أن «clade IIb» يطور ضراوة متناقصة أو يتكيف مع الأنواع الأخرى.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :