تعدّ الزائدة الدودية نموا زائدا صغيرا في المصران الأعور، واعتبرت الزائدة الدودية غير مفيدة لعقود، وتم الاعتقاد بأن ليس لديها أي دور في وظائف الجسم البشري.
واكتشف العلماء حديثا أن هذا العضو في الواقع منطقة تخزين للبكتيريا المعوية المفيدة. هذا العضو، الذي هو الزائدة، يصنّع الخلايا المناعية، وهي بروتينات تحمي الجسم من اعتداءات الميكروبات والبكتيريا.
ولاحظ الباحثون في المركز الطبي في جامعة دوك في كارولاينا الشمالية، في سنة 2007، وعلى رأسهم وليام باركر، أن الزائدة الدودية تعمل كخزان للبكتيريا المعوية المفيدة، وهذا الخزان ينشط بعد إصابة خطيرة بالكوليرا أو بالديزنتاريا، وهما مرضان يمكن أن يقضيا على البكتيريا المفيدة في الأمعاء. الزائدة الدودية هي إذن منظم بيئي ثمين يحتوي آلاف البكتيريا المفيدة للهضم، لكن البروفيسور وليام باركر يعتبر أنه من غير الضروري المحافظة على هذا العضو بمختلف الوسائل. يقول "من المهم جدا أن يفهم الناس أنه إذا التهبت زائدتهم، حتى لو كان لها وظيفة، فيجب أن لا يحتفظوا بها"، ويضيف أنه يتمنى على كل الأحوال أن لا يتسبب بأي ضرر. ويؤيده في هذا الرأي البروفسور Nicholas Vardaxis من قسم العلوم الطبية في جامعة RMIT.
اقرا ايضاً:
"الصدمة الكهربائية" أحدث ما توصل إليه العلم لقتل "البكتيريا"
اكتشف العلماء دور الزائدة عن طريق فحصها عند حيوانات الكوالا، وهي طويلة جداً لديها مقارنة بالبشر. هذا العضو مفيد جداً لنظامها الغذائي المؤلف تقريباً من أوراق الأوكاليبتوس. مع أن الزائدة الدودية عند البشر تعمل بطريقة مشابهة لدورها عند الكوالا، فإن البروفسور Vardaxis لا يعتقد بأن الزائدة عند الكوالا ستصغر وتتقلص في وقت قريب.
حسب ما يقول هذا العالم، حجم الزائدة الصغير عند البشر، ناتج عن التغييرات في نظامنا الغذائي على مدى آلاف السنين. يؤكد علماء آخرون أيضاً أن الزائدة الدودية كانت تلعب دوراً عند أسلافنا بتشجيعها لهضم النباتات. من ناحية أخرى، الزائدة ليست موجودة عند أغلب الثدييات ما عدا آكلات الأعشاب.
تترك هذه النظرية مجالاً للظن أن الأنواع التي تمتلك زائدة دودية كبيرة ستجد نفسها ذات يوم في موقف مشابه إذا تغير نظامها الغذائي بشكل جذري. إذا حدث هذا للكوالا، فهناك احتمال أن تصاب بالتهاب الزائدة الدودية مثلها مثل البشر !
قد يهمك ايضاً:
دراسة استرالية تكشف فوائد زيت "الشاي" ودورها في قتل الميكروبات