نجح باحثون أميركيون في تطوير تكنولوجيا يمكنها أن تساعد في إعطاء الأطفال جميع لقاحات التطعيم في حقنة واحدة، حيث يُخزن المحلول، الذي يُعطى للأطفال مرة واحدة، اللقاح في كبسولات مجهرية، تُطلق إلى الجسم الجرعة الأولية، ثم جرعات تعزيزية في أوقات مُحددة.
وأظهرت دراسات أجريت على الفئران فاعلية هذا التوجه، وفق ما جاء في دورية "ساينس" العلمية. وقال الباحثون إن هذه التكنولوجيا قد تساعد المرضى في أنحاء العالم. وتسبب تطعيمات الأطفال ألمًا شديدًا لهم، وهناك تطعيمات ضد الكثير من الأمراض، تشمل ما يأتي:
- الدفتيري، والتيتانوس، والسعال الديكي، وشلل الأطفال، والتهاب الكبد الوبائي "بي"، في الأسبوع الثامن والـ12 والـ16.
- المكورات الرئوية في الأسبوع الثامن، والأسبوع الـ16، وعند بلوغ العام الأول.
- التطعيم ضد التهاب السحايا من النوع "بي" في الأسبوع الثامن، والأسبوع الـ16، وعند بلوغ العام الأول.
- الكبد الوبائي، والتهاب السحايا "ج"، عند بلوغ العام الأول.
- الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية، عند بلوغ العام الأول، وثلاث سنوات.
وطور فريق من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا نوعًا جديدًا من الجزيئات الصغيرة، يمكن أن يجمع كل الجرعات في حقنة واحدة، حيث وتشبه هذه الجزيئات أكواب القهوة الصغيرة التي تملأ باللقاح، ثم تُغلق بغطاء. وهناك عنصر مهم، هو أنه من الممكن تغيير تصميم هذه الأكواب بحيث يمكن تجزئة محتوياتها وتفريغها إلى الجسم في الوقت المناسب فقط. وأظهرت مجموعة من الاختبارات على الفئران أنه يمكن تفريغ المحتويات إلى الجسم بعد تسعة أو 20 أو 21 يومًا من حقنها، وأوضح الباحثون أنهم استطاعوا أيضًا تطوير جزيئات أخرى يمكن أن تستمر لمئات الأيام، لكن لم تُجر اختبارات حتى الآن على المرضى.
وأشار الأستاذ الجامعي روبرت لانغر، من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: إلى سعادته البالغة بهذا البحث، قائلاً: "للمرة الأولى يمكن تأسيس مكتبة من جزيئات اللقاحات الصغيرة المُغطاة، وكل منها مُبرمج لإطلاقها إلى الجسم في توقيت مُحدد، ويمكن التنبؤ به، حتى يتسنى للأشخاص إمكانية الحصول على حقنة واحدة، وفي حقيقة الأمر سيكون هناك العديد من الجرعات التعزيزية الإضافية بالفعل داخلها، وهذا قد يكون له تأثير كبير على المرضى في كل مكان، خاصة في دول العالم النامي". ويختلف هذا البحث عن غيره من المحاولات السابقة، والتي نجحت في إطلاق أدوية إلى الجسم على امتداد فترة طويلة من الوقت. وتتعلق الفكرة بوجود جرعات لقاحات قصيرة ودقيقة، تحاكي إلى حد كبير برامج التطعيم المُعتادة. كما أفاد الباحث كيفين ماكهيو بأنه في دول العالم النامي، قد يكون هذا هو الاختلاف بين عدم الحصول على تطعيم، والحصول على جميع التطعيمات في مرة واحدة.