عاد وباء الكوليرا للانتشار في اليمن، بشكل مهول ، بسبب توسع رقعة المعارك بين القوات الحكومية، ومسلحي جماعة الحوثيين، بالاضافة الى تفشي المجاعة، وارتفاع اسعار المواد الغذائية والنفط، وتدني مستوى المعيشة في مختلف مناطق البلاد.
العديد من المصابين لقوا حتفهم خلال الساعات الماضية، فيما تحذر المنظمات الدولية من تفش للوباء، هو الاكبر في تاريخ البلاد. ففي في مخيم الشهيد عبدالقادر هلال، بالعاصمة صنعاء، يتلقى الطفل سامي علي العلاج، لمرض الكوليرا. ويرقد سامي ذو الـ3اعوام ، على سرير الحرض بين الحياة والموت، ولم يعد هناك، ثمة امل في بقائه على قيد الحياة.
واظهر وباء الكوليرا شكل هيكل سامي العظمي، خلال ، ساعات قليلة فقط، بسبب الاسهلات المائية الحادة، بالاضافة الى التقيئ، بشكل كبير. وتقف امه عند رأسه ، تنتظر ان يتحرك لتعود به الى المنزل، لكنها بدأت تفقد الامل في نجاته، بعد ان فقد اكثر من 3كيلوجرام من وزنه خلال ساعات قليلة.
وأكدت منظمة "انقذوا الاطفال" البريطانية، أنّ عدد حالات الإصابة المحتملة بالكوليرا زاد ثلاث مرات تقريباً في المراكز الصحيّة التي تدعمها في اليمن منذ استؤنف القتال في محافظة الحُديدة (غرب اليمن). وقالت المتخصصة في رعاية الأطفال في بيان إن المرافق الطبية التي تدعمها في اليمن سجّلت زيادة بنسبة 170% (2,7 مرات) في أعداد الحالات المشتبه باصابتها بالكوليرا (1342 حالة في آب/أغسطس مقابل 497 في حزيران/يونيو).واكدت المنظمة الإنسانية إن الحُديدة أصبحت "مركز" تفشّي وباء الكوليرا في اليمن.وأعربتً عن قلقها على مصير 100 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حادّ ويجعلهم بالمقارنة مع نظرائهم الذين يأكلون كفايتهم، أكثر عرضة للإصابة بأمراض الإسهال، مثل الكوليرا، والوفاة بسبب هذه الأمراض. واشارت إلى أنّه تم تسجيل أكثر من 23 ألف حالة مشتبه باصابتها بالكوليرا في اليمن منذ مطلع العام الجاري.
وواصل وباء "الكوليرا" انتشاره في عدة مدن يمنية، مسجلاً ارتفاعاً كبيراً خلال الاسابيع الأخيرة، ففي محافظة اب وسط اليمن، قالت مصادر طبية، وفاة خمسة أشخاص بمرض الكوليرا وإصابة 62 آخرين.واكدت المصادر ل" العرب اليوم" إنه تم تسجيل حالات موتى الكوليرا بمديرية جبلة جنوب غرب مدينة إب، موزعة على مناطق " المكتب، وحالتي وفاة في الربادي رحب، وحالتي وفاة في وراف الرشاحي .".
واعلنت وزارة الصحة في العاصمة صنعاء، وفاة ست حالات جديدة بمرض الكوليرا .وذكر المتحدث باسم وزارة الصحة في صنعاء، يوسف الحاضري، أن "ست حالات مصابة بالكوليرا توفيت، موزعة بحالتين في محافظة تعز، وحالتين في محافظة إب، وحالة في محافظة ذمار وأخرى في محافظة المحويت، ليرتفع عدد الوفيات بالمرض منذ موجة التفشي الثانية في 27 نيسان/ أبريل العام الماضي إلى 2493 حالة. وأضاف أن حالات الإصابة بالمرض والأعراض المصاحبة ارتفعت إلى 1.201.580 حالةً.
واعربت منظمة الصحة العالمية، في الثاني من أغسطس/ آب الماضي، عن قلقها من موجة تفشي جديدة للكوليرا في اليمن بعد انحسار الموجة الثانية أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2017، وتسببها في وفاة أكثر من 2300 حالة وإصابة نحو مليون شخص، وهو ما دفع الأمم المتحدة وشركاءها إلى تنفيذ حملة تحصين ضد الكوليرا بلقاح فموي، استهدفت 500 ألف شخص في مديريتي الحالي والمراوعة بمحافظة الحديدة غرب اليمن، وفي مديرية حزم العدين بمحافظة إب وسط البلاد.
من جهته، اكد الدكتور محمد عبدالواحد ان وباء الكوليرا بات يهدد اليمن بشكل كبير، اذا لم تتدخل المنظمات الدولية لتلافي الوضع الراهن". واوضح ان المنظومة الصحية في اليمن، مدمرة بشكل كبير". وتابع: " في الماضي لازال هناك بعض المراكز الطبية تعمل، اما الان توقفت معظم المراكز الطبية، بسبب توسع العارك، وعدم تسليم مرتبات الموظفين، وارتفاع اسعار المواد الطبية". واشار الى ان المجاعة التي تعيشها البلاد، وباتت تهدد نحو 12 مليون شخص، ستساهم بشكل كبير في انتشار الوباء من جديد".