كشفت دراسة حديثة أن الطعام المُعدّ في المنزل هو أهم أنواع الأطعمة، وهو الطعام المثالي الذي يفيد صحة الإنسان، فعلى الرغم من انتشار تناول الوجبات السريعة يبقى الطعام المنزلي الذي يحضر من مكونات طبيعية بسيطة هو الأهم والأكثر صحيًا. ووفقًا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فقد أكدت الدراسة أن الأفراد البالغين الذين لا يتناولون الطعام السريع والجاهز في الأماكن الفاخرة، ويفضلون تناول الطعام المنزلي، هم الأشخاص الذين يحظون بالنظام الغذائي المثالي والمتكامل.
وأضافت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة واشنطن الأميركية، ونُشرت في مجلة "الطعام الوقائي" الأميركية، أن الطعام المنزلي يسمح للشخص بتناول كميات أكبر من الخضروات والفاكهة وتجنب تناول الأطعمة غير الصحية والتي لا يُعرف مصدرها.
وقال مؤلف الدراسة البروفسور لدى جامعة واشنطن، أدم درونوسكي: "كلما تناول الشخص الطعام في المنزل، أصبح يحظى بنظام غذائي صحي رخيص التكلفة، وعلى النقيض، إذا تناول الشخص الطعام السريع فسيشكل هذا الأمر خطرًا على صحته ناهيك عن التكلفة الباهظة"، مشيرًا إلى أن الفارق بين الأمرين كبير للغاية بغض النظر عن عينات الدراسة الصغيرة نسبيًا.
واستخدم الباحثون القائمون على الدراسة، مؤشر الأكل الصحي، وهو عبارة عن وحدة أميركية لقياس جودة الغذاء، وذلك لتقييم المشاركين في الدراسة الذين بلغ عددهم حوالي 437 شخصًا بالغًا، بالإضافة إلى قياس ما إذا كان نظامهم الغذائي يتيح لهم إمكانية تناول أكبر قدر ممكن الخضروات والفاكهة وغيرها من العناصر الغذائية.
وقد طُلب من المشاركين تحديد عادتهم الغذائية في الأسبوع السابق على الدراسة، بما في ذلك نوعية الطعام والمكان الذي يتناولنه فيه، وتبين أن الطعام المنزلي له أكبر قيمة غذائية ممكنة، وهذا يعني أن نظامهم الغذائي الأسبوع يوافق المعدل الموصى به لتناول المواد الغذائية الصحية.
وذكرت الدراسة أن مؤشر الأكل الصحي للمشاركين الذي تناولوا الطعام ثلاث مرات في الأسبوع، بلغ 67، بينما بلغ مؤشر الذين تناولوا الطعام ست مرات أسبوعيًا 74. ولم يجد الباحثون أي علاقة بين دخل الفرد وقرارات تناول الطعام خارج المنزل، حيث قال البروفسور درونوسكي إن الناس لديهم فكرة مسبقة عن أن انخفاض الدخل يؤدي إلى تناول مزيد من الأطعمة السريعة، إلا أن الدراسة أثبتت عدم صحة هذا الأمر.
وتأتي الدارسة الجديدة عقب دراسة أخرى أجرتها جامعة "هارفرد" البريطانية في يونيو/حزيران الماضي، أكدت فيها أن تناول الطعام المنزلي يساعد على الوقاية من أمراض السمنة والسكري، وأظهرت أن الأشخاص الذين يتناولون الطعام في المنزل ينخفض لديهم خطر الإصابة بمرض السكري بحوالي 15 في المئة