واجه البشر العديد من الفيروسات منذ تطور الجنس البشري إلى شكله الحديث، من خلال تطوير اللقاحات والعقاقير المضادة للوقاية من انتشار العدوى على نطاق واسع، والمساعدة على شفاء المرضى، لكن، في ظل تفشي فيروس "إيبولا" المدمر الآن في غرب أفريقيا فإننا لا نزال بعيدين عن النصر في المعركة ضد الفيروسات.
وتقتل السلالة التي تقود الوباء الحالي، إيبولا Zaire، ما يصل إلى 90% من الناس المصابين، ما يجعلها الأكثر فتكا بين سلالات "إيبولا"، وفي الوقت نفسه، هناك فيروسات أخرى مميتة على حد سواء، وبعضها أكثر فتكا. ونشر موقع "لايف ساينس" أسوأ 8 فيروسات قاتلة، استنادا إلى احتمال الوفاة نتيجة الإصابة بواحدة منها، والأعداد الكبيرة للمرضى الذين قُتلوا.
- فيروس "ماربورغ"
حدد علماء فيروس "ماربورغ" في عام 1967، عندما حدثت حالات صغيرة بين عمال المختبرات في ألمانيا، الذين كانوا على تماس مباشر مع قردة مصابة مستوردة من أوغندا. ويشبه "ماربورغ" فيروس "إيبولا"، حيث يمكن أن يسبب كلاهما حمى شديدة ونزيفا في كافة أنحاء الجسم، ما قد يؤدي إلى سكتة وفشل الأعضاء والموت.
ووصل معدل الوفيات في أول ظهور للفيروس إلى 25%، لكنه حقق أكثر من 80 % بين عامي 1998-2000 في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وكذلك أثناء تفشي الفيروس عام 2005 في أنغولا، وفقا لمنظمة الصحة العالمية .
اقراء ايضا
علماء يتتبّعون الفيروسات بمعرفة السر وراء انتشارها في ساعتين
- فيروس "إيبولا"
وقعت أولى الحالات المعروفة لـ"الإيبولا" لدى البشر في وقت واحد في السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية في عام 1976. وينتشر "الإيبولا" عن طريق الاتصال بالدم أو سوائل الجسم الأخرى، أو الأنسجة من الأشخاص المصابين أو الحيوانات، وهناك سلالة واحدة، اسمها "إيبولا ريستون"، لا تجعل الناس يمرضون. ولكن بالنسبة لسلالة Bundibugyo، فإن معدل الوفيات يصل إلى 50%، وفقا لمنظمة الصحة العالمية (WHO).
وبدأ تفشي المرض في غرب إفريقيا في أوائل عام 2014، وهو أكبر وأكثر الأمراض انتشارا حتى الآن، وفقا لـ WHO.
داء الكلب
على الرغم من أن لقاحات داء الكلب المقدمة للحيوانات الأليفة، في عشرينيات القرن الماضي، ساعدت في جعل المرض نادر الحدوث في العالم المتقدم، إلا أن هذه الحالة ما تزال تمثل مشكلة خطيرة في الهند وأجزاء من إفريقيا. ويدمر المرض الخطير الدماغ، وفي حال عدم الحصول على علاج، فإن احتمال الوفاة يصل إلى 100%.
- فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)
في العالم الحديث، قد يكون الفيروس المميت هو HIV. وقال الدكتور آميش أداليا، طبيب الأمراض المعدية والمتحدث باسم جمعية الأمراض المعدية الأميركية: "لا يزال هذا هو القاتل الأكبر".
ومات ما يقدر بنحو 36 مليون شخص بسبب فيروس نقص المناعة البشرية، منذ اكتشاف المرض لأول مرة في أوائل الثمانينيات.
ومكّنت الأدوية القوية المضادة للفيروسات، الناس من العيش لسنوات مع فيروس نقص المناعة البشرية. ولكن المرض ما يزال يدمر العديد من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث تحدث 95% من الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية.
- الجدري
في عام 1980، أعلنت جمعية الصحة العالمية أن العالم خال من مرض الجدري. ولكن قبل ذلك، حارب البشر الجدري لآلاف السنين، وقتل المرض نحو واحد من كل 3 مصابين. وبقي الناجون يعانون من ندبات عميقة ودائمة، وغالبا ما يعانون من العمى.
كانت معدلات الوفيات أعلى بكثير لدى السكان خارج أوروبا، حيث كان لدى الناس اتصال ضعيف بالفيروس قبل أن ينقله الزوار إلى مناطقهم.
- فيروس "هانتا"
حصد فيروس "هانتا" اهتماما واسعا لأول مرة في الولايات المتحدة عام 1993، وأصيب أكثر من 600 شخص هناك بـ HPS، وتوفي 36% من المرضى، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، ولا ينتقل الفيروس من شخص لآخر، بل يصاب الناس بالمرض جراء التعرض لفضلات الفئران المصابة.
- الإنفلونزا
وفقا لمنظمة الصحة العالمية، خلال موسم الإنفلونزا المعتاد، سيموت ما يصل إلى 500 ألف شخص حول العالم بسبب المرض. ولكن في بعض الأحيان، عندما تظهر سلالة جديدة من الإنفلونزا، يؤدي الوباء إلى انتشار أسرع للمرض، وفي الغالب، إلى ارتفاع معدلات الوفيات.
وبدأ وباء الإنفلونزا الأكثر فتكا، الذي يُطلق عليه أحيانا اسم الإنفلونزا الإسبانية، عام 1918، وتسبب بإصابة ما يصل إلى 40% من سكان العالم، ما أسفر عن مقتل نحو 50 مليون شخص.
- حمى الضنك
ظهر فيروس حمى الضنك لأول مرة في خمسينيات القرن الماضي في الفلبين وتايلاند، وانتشر منذ ذلك الحين في جميع أنحاء المناطق المدارية وشبه المدارية في العالم. ويعيش ما يصل إلى 40% من سكان العالم الآن في المناطق التي يتوطن فيها حمى الضنك، ومن المحتمل أن ينتشر المرض - مع البعوض الذي يحمله - إلى مدى أبعد مع ارتفاع درجات الحرارة حول العالم.
وتصيب حمى الضنك 50 إلى 100 مليون شخص في السنة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، ويمكن أن يسبب الفيروس مرضا يشبه الإيبولا يسمى "حمى الضنك النزفية"، ويبلغ معدل وفيات هذه الحالة 20% إذا تركت دون علاج.
قد يهمك ايضا
"الصحة العالمية" تكشف أرقامًا صادمة عن الوفيات بالفيروسات الكبدية عالميًا
علماء الفيروسات يستطيعون القضاء على كل آثار الإيدز في خلايا فأرين لأول مرة