كشف وزير الصحة المغربي، الحسين الوردي، أنه لم تثبت أي دراسة حتى الآن الاحتمال "بوجود صلة بين غاز الخردل والسرطان".
للإشارة ، أنه بعد قرن من الزمن على القصف الكيميائي من قبل المستعمرين الأسبان للمنطقة الواقعة في شمال المغرب الذي لم تعترف مدريد به يومًا، يؤكد سكان أنهم ما زالوا يحملون آثاره، مشيرين خصوصَا إلى معدل مرتفع للإصابات بالسرطان، وقد حدث ذلك في 1925 غداة هزيمة ثانية للجيش الاسباني أمام انتفاضة عبد الكريم الخطابي في منطقة الريف المتمردة تاريخيًا في المملكة، حيث كان شمال المغرب حينذاك محمية اسبانية بينما تحتل فرنسا بقية البلاد، وخوفًا من أن يهدد تمرد الخطابي طموحاتهما الاستعمارية، شكلت البلدان تحالفًا لسحق انتفاضة الريف.
في هذه الظروف استخدمت اسبانيا ضد الريف أسلحة كيميائية — غاز الخردل — زودتها بها ألمانيا، مما اجبر المتمردين على الاستسلام، وبعد حوالي قرن، يؤكد سكان الحسيمة الواقعة في قلب الريف المنطقة التي تهزها حركة احتجاجية منذ ثمانية أشهر، أنهم ما زالوا يعانون من تأثير غاز الخردل.
وقال رئيس بلدية المدينة محمد بدره وهو طبيب أشعة، لوكالة "فرانس برس" أن "هذا الشعور قوي جدًا لدى السكان"، فيما أوضح "توفيق"، وهو في العشرين من العمر، ويعمل في الاستقبال في فندق في الحسيمة "اسألوا أي شخص هنا سترون أن شخصًا ما من محيطه توفي بالسرطان"، فيما أكد زميله عادل أن “سم الحرب يسيل على أرضنا وفي دماء آبائنا، فيما كان الياس العمري من أوائل المدافعين عن هذه الفرضية، وقد أسس في تسعينات القرن الماضي جمعية الدفاع عن ضحايا حرب الريف.