العلاج السلوكي المعرفي يعالج الاكتئاب

هناك بعض الأفعال التي تقوم بها لكي تخرجك من المزاج السيء أو حالات الاكتئاب، منها الخروج لتناول العشاء الذي ثبت أنه فعال في مكافحة الاكتئاب، وفقا لبحث جديد. فتفعيل السلوك من العلاجات الفعالة للذين يعانون من الاكتئاب، فالمشاركة في أنشطة مثل ممارسة الرياضة وتعلم مهارات جديدة لتعزيز مزاجهم ومنعهم من أن يصبحوا معزولين وينسحبون من الحياة الاجتماعية.

 ووجد البحث أن علاج الاكتئاب بالعلاج السلوكي المعرفي (CBT) فعال تماما، كواحد من خيارات العلاج الرئيسية، كما أنه أرخص 20 في المائة بالنسبة لنظام التأمين الصحي. وقال باحثون من جامعة "إكستر" أن الأمر بسيط نسبيا، وهذا يعني أنه يمكن أن إجراءه عن طريق صغار الموظفين مع تدريب أقل.
في المقابل، العلاج المعرفي السلوكي هو العلاج القائم الذي يركز على الأفكار والمعتقدات والمواقف، ويتطلب المزيد من الخبرة من المعالج. وقال البروفسور ديفيد ريتشاردز من جامعة إكستر: "إن علاج الاكتئاب الفعال بتكلفة منخفضة هو أولوية عالمية. اكتشافنا هو الدليل الأقوى حتى الآن على أن التنشيط السلوكي فعال تماما كالعلاج السلوكي المعرفي، وهذا يعني أنه يمكن تدريب قوة عاملة فعالة بسهولة وبتكلفة منخفضة دون التأثير على مستوى الجودة".

 وأضاف: "إنها فرصة مثيرة للحد من فترات الانتظار وتحسين فرص الحصول على علاج للاكتئاب بجودة عالية في جميع أنحاء العالم، كما أنه يقدم الأمل للبلدان التي تكافح حاليا مع تأثير الاكتئاب على صحة شعوبها والاقتصادات".
 فالاكتئاب هو ثاني أكبر سبب للعجز على المستوى العالمي، مما يؤثر على نحو 350 مليون شخص في جميع أنحاء العالم. وفي انكلترا، واحد من كل عشرة أشخاص ينتظر أكثر من عام لتلقي العلاج الحديث، وفي الولايات المتحدة ربع المرضى فقط تلقوا العلاج في ال 12 شهرًا الماضية.
 
وفي المملكة المتحدة، يمكن لمعالج CBT أن يكسب ما يصل إلى ما فوق 40 ألف استرليني، في حين أن المعالج على درجة البكالوريوس يمكنه الحصول على ما لا يزيد عن 22 ألف استرليني. في المتوسط، تكلفة العلاج المعرفي السلوكي 1235 استرلينيا لكل مشارك.
 
ومع ذلك، يقول المعهد الوطني للصحة والتفوق السريري إن هناك أدلة كافية للتوصية بالعلاج التقليدي كعلاج مبدئي في المبادئ التوجيهية السريرية، كما دعا إلى مزيد من البحوث القوية لتحقيق الفوائد. وفي أول دراسة من نوعها، تم تقسيم 440 مريضًا من ديفون، دورهام وليدز إلى مجموعتين.
 وحصل حوالي نصفهم على العلاج المعرفي السلوكي في حين أن البعض الآخر حصل على العلاج التقليدي. وبعد ستة و 12 و 18 من المتابعات الشهرية، لم يجد الباحثون أي اختلاف في التحسن.
 وبعد عام من بدء العلاج، فإن ثلثي المشاركين في كلا المجموعتين أبلغوا عن انخفاض 50 في المائة على الأقل في أعراض الاكتئاب. كما سجلوا أرقاما مماثلة في الأيام الخالية من الاكتئاب وتشخيص القلق.
 وقال الدكتور بيتر أيتكن، مدير البحث والتطوير في هيئة الصحة البريطانية: "البحث في العلاجات النفسية والصحة النفسية أمر مهم للغاية، ونحن نبحث دائما عن العلاجات والمناهج التي تقدم للناس نتائج أفضل، وكلما كان ذلك ممكنا، تتحسن كفاءة التكاليف. العام الماضي خدمة علاج الاكتئاب والقلق في ديفون، التي تخدم الناس للحصول على احتياجاتهم المعتدلة، وصلها 20 الف إحالة ونحن نعرف أن حالات الاكتئاب في تزايد مستمر".  وأضاف: "المساهمة في جدول أعمال البحوث وأخذ العلاجات السلوكية مثل التنشيط قدما أمر حيوي إذ تسعى خدماتنا لمواكبة هذا الطلب المتزايد وتوفر القيمة مقابل المال".
وقال الدكتور ديفيد إيكرز، مستشار من تيز، الذي قاد موقع الدراسة "دورهام": "لقد شهدنا بالفعل اهتماما كبيرا داخل TEWV لجعل هذا التدخل الفعال متاحا أكثر لمستخدمي خدماتنا، بينما يجب علينا ضمان جودة العلاجات الجارية لتعكس ما قدمناه في هذه الدراسة، فإن هذا التدخل يقدم خيارا فعالا من حيث التكلفة لتوفير التدخلات النفسية القائمة على أدلة لعلاج الاكتئاب عبر مجموعة من الفرق السريرية".