يستخدم أطباء هيئة الصحة البريطانية، كاميرا عالية الدقة للحصول على صور مفصلة، للجهاز الهضمي، من أجل تحديد سبب قرحة المعدة. ويعدّ الجهاز لحماية المرضى من المضاعفات المحتملة الناجمة عن الطرق الحالية للفحص، التي تتضمن أخذ عينة من نسيج أو خزعة من بطانة المعدة.
ويساعد نظام "آي سكان" في تحديد البقع والالتهابات والتقرح والتغيرات في الأوعية الدموية في بطانة المعدة، والتي تشير إلى الإصابة بفيروس "إتش بيلوري"، وهي بكتيريا شائعة مرتبطة بالقرحة. وتنطوي التقنية الجديدة، التي تم اختبارها على 250 مريضًا في مستشفى سانت ماري في لندن، على نوع جديد من المناظير، وهو أنبوب ضئيل مرن يضم إضاءة وكاميرا فيديو في إحدى نهاياته، والتي يمكن إدخالها عن طريق الفم لرؤية الحلق والجهاز الهضمي. ويتم ترحيل الصور إلى الشاشة بحيث يمكن عرضها من قبّل فريق طبي لفحص المريض، الذي عادة يكون تحت التخدير أثناء العملية.
وفي السابق، كانت تستخدم الأصباغ على الأنسجة في محاولة لجعل المناطق التي تعاني من مشكلة أكثر وضوحًا، وهي عملية تستغرق وقتًا طويلًا وليست دائمة النجاح، وهذا يعني أنه في بعض الأحيان يتأخر التشخيص. ويعتمد "آي سكان" على التكنولوجيا الرقمية، من خلال النظر إلى الصور، ويعززها برنامج حاسوبي بطرق مختلفة. ويمكن إضافة اللون الأزرق إلى المناطق في بطانة القناة الهضمية أو الحلق لتظهر التفاصيل صعودًا وهبوطًا من بطانة الأنسجة غير المرئية بالكاميرات العادية.
ونجح الجهاز في الكشف عن عدد من الحالات التي تؤثر على الجهاز الهضمي العلوي أو القولون، بما في ذلك أمراض الجهاز الهضمي وأورام القولون الحميدة، تلك الأورام التي تكون مقدمة لمرض السرطان. ويأمل الأطباء أن تكون تلك الكاميرا جيدة في اكتشاف الإصابة بالبكتيريا الحلزونية.
وتعني التفاصيل التي تقدمها صور الكاميرا، أنه يمكن استخدامها أيضًا للبحث عن الضمور، والتغيير التنكسي الذي يحدث في بطانة المعدة بعد فترة طويلة من الالتهاب أو العدوى. وأكد المتخصصون الذين استخدموا الكاميرا لأول مرة، أنه يمكن تغيير الطريقة التي يتم بها تشخيص قرحة المعدة وعلاجها، مما يجعل العلاج أقل تغلغلًا بكثير، وأكثر أمانًا، وأقل تكلفة.
وأوضح الدكتور نيشا باتيل، أستاذ أمراض الجهاز الهضمي وواحد من الفريق الذي يجري التجربة على المرضى في سانت ماري، قائلًا "بدلًا من إحداث خزعة غازية والتي يمكن أن تسبب مضاعفات، فإن المرضى لديهم الآن ما نسميه بالخزعة الضوئية، حيث يتم استخدام الصور بالمنظار وحده لتشخيص العدوى، مما يمكن أن يقلل من معدلات المضاعفات والتكلفة والوقت".
وأضاف "الملوية البوابية، وهي البكتيريا التي تعيش في المخاط اللزج في طبقات المعدة، توجد في حوالي 40 في المائة من السكان، وفي معظم الحالات لا تسبب أي مشاكل، ولكن ما يصل إلى 15 في المائة من أولئك الذين يحملون العلة يطورون القرحة، والتي ترتبط قليلًا بمخاطر مرتفعة لسرطان المعدة، والتشخيص غالبًا ما يشكل تحديًا، حيث تستخدم اختبارات التنفس والدم والبراز، ولكن أخذ عينة نسيج أو خزعة من بطانة المعدة تظل حتى الآن الطريقة الأكثر دقة لاكتشاف الإصابة بالبكتيريا الحلزونية".
وتابع "حتى الآن العلاج بسيط، فهو يتمثل في كورس علاج لمدة أسبوع واحد من ثلاثة أقراص مختلفة، وهما المضادات الحيوية ودواء ثالث يقلل من كمية الحامض في المعدة، وسيتم استخدام "آي سكان" على مرضى سانت ماري الذين يعانون من عسر الهضم وآلام في البطن، ويقيم الأطباء فعالية هذه التقنية من خلال النظر في معدلات التشخيص الناجح للبكتيريا، بعد مرور عام".