الماكريل

تناول الكثير من الأسماك الزيتية يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة تصل إلى الربع، على الرغم من وصف الأسماك بأنها الغذاء الأكثر صحة، والذي يمكن أن يساعد في درء أمراض السرطان والاكتئاب فضلًا عن كونها مفيدة للقلب والمخ.

ويوصي خبراء الأكل بتناول ما يصل إلى أربعة أجزاء من الأسماك الزيتية مثل الماكريل والسلمون أسبوعيًا، لتجنب الإصابة بالأمراض، وتحفز الأسماك الزيتية الغنية بأحماض أوميغا 3 والأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة "أومغا"، قدرة المخ على الاستيعاب، وتحد من التهاب المخ، وتحافظ على نظام القلب والأوعية الدموية وخلايا أخرى.

وأوضح الباحثون أن النتائج المثيرة للجدل تفتقر إلى الأدلة على ارتباطها بخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وهو شكل المرض الذي يرتبط بالنظام الغذائي وممارسة الرياضة. لذلك قرّر علماء فرنسيون أن ينظروا في العادات الغذائية لأكثر من 70 ألف امرأة.

ووجد الباحثون أن اللاتي تناولن كميات أكثر من أوميغا 3، والتي توجد في اللحوم الحمراء أيضّا، يزيد لديهن خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة تزيد على الربع، مقارنة مع أولئك اللاتي تناولن كميات أقل. وأتى المشاركون من دراسة بدأت عام 1990 للتحقيق في عوامل الخطر المرتبطة بالسرطان وغيره من الأمراض الرئيسية غير السارية في النساء.

وتوصلت الدراسة إلى أن النساء اللاتي تناولن تقريبا 1.6 غرام من الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة، وهو ما يعادل جزء من السردين أو السلمون يوميًا، كان لديهن 26 في المائة زيادة في خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. هذا بالمقارنة مع أولئك اللاتي تناولن أقل من 1.3 غرام يوميًا، مع مراعاة مؤشر كتلة الجسم.

وارتبط ارتفاع استهلاك أوميغا 3 بـ19 في المائة من زيادة خطر الإصابة بمرض السكري بين النساء البدينات. وأظهر الفحص الدقيق أن تناول الأحماض الدهنية أوميغا 3 التي تدعى د ب أ، وهي موجودة أيضًا في اللحوم الحمراء، تزيد من خطر الإصابة بالسكري لدى النساء غير البدينات وذوات الحجم الزائد بنسبة 45 في المائة و 54 في المائة على التوالي. وحدث الشيء نفسه مع الحامض فاتي أوميغا 6، وحمض الأراكيدونيك (AA)، الذي هو أيضا متوفر في الأسماك الزيتية واللحوم. وترتبط المستويات العالية من الأسماك بـ50 في المائة زيادة في خطر الإصابة بمرض السكري عند ذوي الوزن الصحي و74 في المائة زيادة في الخطر بالنسبة للنساء البدينات.

وكشف الدكتور جاي فاجيراتزي، من جامعة باريس-ساكلاي، فيلغويف، فرنسا أن الأحماض الدهنية غير المشبعة المختلفة ظهر أن لديها تأثيرات مختلفة فيما يتعلق بخطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وأن استهلاك كميات كبيرة من حمض الأراكيدونيك يمكن أن تساهم في تطوير مرض السكري من النوع الثاني.

وأضاف "لا نوصي بالضرورة بقطع هذه المصادر من طعامنا، ولكن ربما أن نقلل من تناول اللحوم، والتي غالبا ما يتم استهلاكها بكميات أكبر بكثير من الاحتياجات الغذائية لدينا". وقدمت هذه النتائج في اجتماع الرابطة الأوروبية لدراسة مرض السكري (EASD) في ميونيخ.