كشفت سالي ديفيز ، المسؤول الطبي الرئيسي للبلاد ، أن البلاد على وشك عصر ما بعد المضادات الحيوية حيث يتم علاج الأوبئة بالهواء النقي والشمس ، وتشعر السيدة ديفيز بالقلق بشكل خاص إزاء انتشار سلالات السيلان غير القابلة للعلاج والتي تشهد ارتفاعًا في بعض مناطق البلاد، كما تشعر بالقلق إزاء ظهور أشكال مقاومة من السل والتي لا تستجيب للمضادات الحيوية.
وأوضحت ديفيز أن هذه العدوى القاتلة لا تعرف حدودًا محذرة من أنها يمكن بسهولة أن تطير جوًا من آسيا أو أميركا الشمالية، مشيرة إلى أنه إذا استمر انتشار البكتيريا المقاومة للعقاقير فإنها ستؤثر على حياة أكثر من 10 مليون شخص في العالم بحلول عام 2050، وظهرت المقاومة بعد عقود من الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية.
وحذر المستشار السابق جورج أوزبون العام الماضي من أن المضادات الحيوية تشكل تهديد أكبر على البشرية عن مرض السرطان، وذكرت سالي في مؤتمر صحافي وسط لندن "أنا في الواقع قلقة من أننا إذا لم نفوز بهذه المعركة ضد العدوى المقاومة للأدوية، سنعود إلى الهواء النقي وأشعة الشمس والنظافة ، نحن نخاطر بفقد المعجزات الحديثة، فالجراثيم المقاومة لا تعرف حدود ، وفي لندن بسبب هيثرو فنحن بالقرب من هونغ كونغ ومطار JFK في نيويورك أكثر من قربنا إلى برمنغهام وغلاسكو".
وأشار أوزبون إلى الانتشار الأخير للسيلان في لندن وجنوب شرق وميدلاندز، ولا تستجيب السلالة إلى المسار الطبيعي للمضادات الحيوية حتى لجأ الأطباء إلى استخدام اثنين من الأدوية مجتمعة، ولكن يبدو أن البكتيريا تطور مقاومة لهذين النوعين، وهناك بدائل محدودة.
وأفادت سالي أن السلالات إذا أصبحت مقاومة لجميع المضادات الحيوية سنضطر إلى الإعتماد على العلاجات القديمة التي تبدو سيئة حقا، مضيفة "هل يمكن العودة إلى وضع الزئبق واليود في المثانة لتطهيرها من الجراثيم، وما إذا كان يمكن للإنسان أن يحاول الدخول في صندوق للحرارة لتصل حرارته إلى 43 درجة لقتل هذه الجراثيم.
وفي عام 1932 تم علاج الأطفال المصابين بالسل بالهواء النقي وأشعة الشمس وكان ذلك أفضل علاج ممكن، وربما نكون نصبح جميعا بخير ولكن أحفادنا لن يكونوا كذلك إذا لم نتخذ أي إجراء، وتشير التقديرات المتحفظة إلى أن الجراثيم تحصد حياة 25 ألف شخص في أوروبا كل عام، ويعادل هذا فقدان الأرواح نتيجة تصادم طائرة بوينغ 747 كل أسبوع، ولكن في حال اصطدام طائرة سنسمع بالحادث".
وتم إلقاء اللوم على تزايد البكتيريا المقاومة إلى أن الأطباء الممارسين يصفون المضادات الحيوية في كثير من الأحيان للمرضى، وطُلب من الأطباء أن يقللوا استخدامهم، حتى انخفضت وصفات الأطباء لهم بنسبة 7% العام الماضي، وكان هناك 34.3 مليون وصفة طبية للمضادات الحيوية في عامي 2015/2016 بعد أن كانت 37 مليون في عامي 2014/2015.