إذا كانت إحصاءات صحيحة، بعض ملايين من البشر قد انتظموا في الجري لأول مرة في حياتهم في الأيام القليلة الماضية.
إذا كنت واحدًا منهم، عليك أن تستمع جيدًا لتلك النصائح كي تدرك ما يمر به جسمك في المرحلة الأولى وكل المراحل التي تليها، حتى تعتاد على الأمر ويصبح جزء من روتين يومك.
لذلك، مع هذه المكافآت كبيرة في جسمك، لماذا يفشل الملايين منا في تلك الأسابيع الأولى الحاسمة؟ ذلك لأن الجسم في الشهر الأول من التدريب الجديد يصعب عليه التعامل مع هذا النشاط الجديد، لذلك اجعل من شباط/فبراير هدفًا لك كي تبدأ تلك الرياضة الهامة والتي لا تكلفك شئ، كي تجعل من 2017 عامًا سعيدًا.
في المرة الأولى للجري، جسمك سوف يدرك فجأة أنه يحتاج لإعادة تنسيق الأحمال التدريبية الجديدة، والجهاز العضلي للتدريب لدينا يستجيب بسهولة، ويمكن إصلاحه وإعادة بنائه في غضون أيام، ولأن القلب والرئتين هم جزءا من هذا النظام هم أيضا من شأنهم أن يتحسنوا بسرعة.
بعد بضعة أشواط، نظام القلب والجهاز التنفسي يصبحان أكثر كفاءة مما يجعلك تشعر بأنك أصح وأقوى، وهذا هو جوهر الورطة التي يقع فيها معظم العدائين الجدد.
المأساة هي أن الهياكل الأخرى لينة، الأنسجة الضامة مثل الأوتار والأربطة، تكون ضعيفة عندما تقرر أن تجري لأول مرة، فهي بطيئة في عملية الإصلاح وإعادة تشكيلها للعضلات، وبعد حوالي عشرة أيام في النظام الجديد الخاص بك، فإنها من المحتمل أن تكون قد أتمت تكيفها عن المرة الأولى للجري.
للتدريب على العمل بفعالية، الأنسجة الرخوة يجب أن تكون متوترة ويحدث بها أضرار طفيفة وهو ما ندعوه "حافة الاعتدال"، وإذا لم يتم تشديد الأنسجة اللينة من خلال التدريب، فإنها لن تتكيف على الإطلاق (ولكن هذا لم يكن الحال أبدا بالنسبة للعدائين الجدد).
إذا كانت العطلات مشددة أو متوترة جدا (دائما حالة العدائين الجدد) بعد ذلك سوف تكون في قوة أضعف مفاصلك، وهذا سوف يتم التخلص منه أول شئ، ففي الأسابيع القليلة الأولى من ممارسة النظام الجديد، تحتاج إلى أن تضع في الاعتبار أن الأوتار والأربطة سوف تكون في أضعف حالاتها لمدة لن تقل عن 10-14 يومًا.
وإذا كنت دقيقا، ومررت بنجاح بأول أسبوعين دون فرض الكثير من الضغط على الأوتار التي لا تزال تكافح للتكيف، هناك عملية أخرى تبدأ، ولكنها أبطأ، فمنذ القرن ال19، كان لدينا قانون وولف الذي يقول لنا أن عظامنا تتكيف مع مرور الوقت على زيادة التحميل، فرض مطالب جديدة على العظام يحفزها لإعادتها.
العظام تحول المؤشرات المادية من القوى والضغوط المفروضة عليهم إلى تلك الكيميائية التي تحفز العظام على الإصلاح، لأول مرة عن طريق تحطيم الهياكل القائمة، وبعد ذلك من خلال إعادة بناء أخرى أقوى منها.
ولكن هذه عملية أبطأ بكثير من تلك المتعلقة بالأنسجة الرخوة والضامة، في حين أنه قد يكون من المستغرب أن تعلم أن مدة أسبوعين في التدريب الجديد لا تجعل العظام أفضل مباشرة، الحقيقة أسوأ من ذلك.
يتطلب إعادة تشكيل العظام تدمير بعض الهياكل (عن طريق خلية تسمى ناقضة العظم) قبل أن يتم إعادة بنائها، وهكذا، خلال الأسبوع الثالث من الجري، تشعر بأنك أفضل وأقوى، مع بداية تكيف بعض الأنسجة اللينة، عظامك لفترة قصيرة تصبح أضعف في الواقع مما كانت عليه عندما بدأت الجري لأول مرة.
في الأسبوع الرابع، عظامك تكون قد نجحت في التكيف وتصبح أقوى قليلا، ولا تخشى من بطء العملية، لأن كثافة التكيف ليست عملية سهلة، لذلك لا تتوقف أو تيأس بعد وقت قليل من المحاولة.
مع سير هذه العمليات في دورة ثابتة وغير متوقفة، الجري سوف يصبح عادة مريحة بالنسبة لك، وسوف يزل عنك التوتر والضغط والإجهاد، كما أنه سوف يجعل لياقتك البدنية عالية.
ونود توضح أن ردود الفعل في جسمك أثناء الجري تكون فورية فيما يتعلق بالقلب والجهاز التنفسي، وهذه أبسط فائدة تحدث في الجسم، فهناك القوة الهائلة التي ستجعلك تستطيع أن تقوم بمهام كانت شاقة بالنسبة لك من قبل.
لكي تدلل نفسك، أبدأ ببطء، واستمتع به، وأعط جسدك الوقت والمساحة التي يحتاجها، وسوف تكون أكثر قدرة على تحويل شباط/فبراير إلى فرصة جديدة في حياتك.