كشف علماء بريطانيون عن الأسباب التي تجعل النساء يفقدن كمية كبيرة من الدم أثناء الحيض، وحسبما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية فإنه بعد سنوات من البحث حدّد فريق من الباحثين وجود بروتين رئيسي يساعد على إصلاح بطانة الرحم أثناء الحيض، والحد من فقدان الدم.
ووجد الباحثون أن بعض النساء لديهن مستويات أقل من الأكسجين في دمهن، مما يؤدي إلى بطء إنتاج هذا البروتين، وبالتالي فقدان الدم أكثر كثافة.
الاكتشاف، الذي نشرته جامعة إدنبره أمس الثلاثاء، يمكن أن يمهد الطريق لتطوير العلاجات غير الهرمونية لفترات طويلة، دون الحاجة إلى اللجوء إلى استئصال الرحم والإزالة الجراحية للرحم.
ويؤثر النزيف الحاد على واحدة من كل ثلاث نساء ويمكن أن يؤدي إلى فقر الدم الشديد، حيث لا توجد خلايا دم حمراء كافية لنقل الأكسجين حول الجسم.
العلاجات الحالية ترتكز على الهرمونات وغالبا ما تمنع الحمل، كما أن العلاجات الهرمونية يمكن أن تؤدي إلى آثار جانبية، وفي كثير من الحالات، قد تتعرض النساء اللاتي يعانين من فترات ثقيلة بالدورة الشهرية لعملية استئصال الرحم.
درس باحثو جامعة إدنبره بطانة الرحم، والمعروفة باسم "womb lining". يتم تسليط هذا أثناء الحيض، وترك وراءه سطحا يشبه الجرح الذي يجب أن يلتئم للحد من فقدان الدم.
اكتشفوا أن انخفاض مستويات الأكسجين -المعروف باسم نقص الأكسجين- يحفز إنتاج بروتين يسمى "HIF-1"، الذي يدفع لإصلاح بطانة الرحم.
وأظهرت النتائج أن النساء اللاتي يعانين من فترات طويلة بالدورة الشهرية قد خفضن مستويات هالبروتين مقارنة بالنساء اللاتي يعانين من فقدان الدم الطبيعي.
أدت الاختبارات على الفئران باستخدام دواء لتعزيز مستويات "HIF-1" إلى تحسين إصلاح الأنسجة وخفض فقدان الدم.
وقال الباحثون إن نتائج الدراسة، التي نشرت في مجلة "journal Nature Communications" تقدم "الأمل" للعلاجات.
وأوضحت الدكتورة جاكي مايبين، من مركز مجلس البحوث الطبية التابع لجامعة إدنبره للصحة الإنجابية أن "نتائجنا تكشف لأول مرة عن الحاجة إلى بروتين HIF-1 وانخفاض مستويات الأكسجين في الرحم خلال فترة لتحسين إصلاح بطانة الرحم".
وقالت متحدثة باسم جمعية رعاية المرأة الخيرية، التي ساعدت في تمويل البحث: "إن النزيف الشديد هو حالة مؤلمة ومشتركة تؤثر على آلاف النساء"، وأضافت: "هذه النتائج تعطي الأمل للمرأة التي عانت في صمت مع ذلك لفترة طويلة".