حثَّ الأطباء الناس على ممارسة الرياضة طوال حياتهم

كشفت دراسة جديدة أن التمرين أربع مرات أسبوعيًا يعكس المراحل المبكرة من مرض الخرف حيث أظهر الأشخاص الذين يعانون من الضعف الإدراكي المعتدل وهو المرحلة الأولى من الخرف زيادة كبيرة في حجم المخ عندما خضعوا لبرنامج تدريبي مدته 6 أشهر، كما شهد المشاركون الذين انخفضت طاقة دماغهم وذاكرتهم قبل البرنامج عكس هذه الأعراض، حيث تحسنت قدرتهم على التخطيط والقيام بمهام متعددة وتنفيذ الأنشطة اليومية العادية، وزاد تدفق الدم إلى المخ وأظهر المشاركون مستويات أقل من بروتين "تاو" الذي يهاجم خلايا المخ ويعتقد أنه يلعب دورًا في مرض الزهايمر، ونفذ المتطوعون الذين تتراوح أعمارهم بين 55-89 عامًا 45 دقيقة من التمارين المكثفة في صالة الألعاب الرياضية 4 مرات أسبوعيًا، حيث وصل معدل ضربات القلب لديهم إلى 70% من الحد الأقصى وهذا هو المعدل الذي تحققه ممارسة رياضة العدو المعتدلة، بينما لم تظهر المجموعة الثانية من المشاركين الذي قاموا ببعض التمديدات المعتدلة أي من هذه التحسينات التي أحرزتها المجموعة الأولى، حيث تقلصت أدمغتهم وظل تدفق الدم إلى الدماغ ضعيفًا، واستمرت قدرتهم على تنفيذ المهام العادية في الانخفاض كما كانوا من قبل ولم تنخفض مستويات بروتين "تاو" لديهم.

وحثَّ الأطباء الناس على ممارسة الرياضة طوال حياتهم لافتين إلى أن اللياقة البدنية تقلل من خطر الإصابة بمرض الخرف وغيره من الأمراض، إلا أن هذه المرة الأولى التي يجد فيها الخبراء دليل قوي على إمكانية استخدام التمرين كعلاج للخرف، وقضي العلماء عشرات السنين باحثين عن أدوية لعلاج الخرف وعلى الرغم من إحراز بعضهم تقدم فليس هناك علاج متاح للمرضى يمكن إعطائه لهم لتقليل المرض، وأفادت رئيسة البحث البروفيسور لورا بيكر من مدرسة الطب في ولاية ساوث كارولينا أنها تحاول معرفة ما إذا كانت ممارسة التمارين أفضل نوع من العلاج عن أي عقار آخر، وأضافت بيكر في عرض نتائج الدراسة في مؤتمر الجمعية الدولية لمرض الزهايمر في تورنتو " إذا تمكننا من تجميع كل هذه الأثار ووضعها في أقراص سنكون في مكان مختلف الأن"، موضحة أنه من المهم الإشراف على ممارسة التمرينات الرياضية في البداية على الأقل.

وتابعت بيكر " أن الناس الذين يقضون وقت طويل في الجلوس لديهم ضعف إدراكي معتدل ولن يقومون بفعل ذلك من تلقاء نفسهم"، وتم الإشراف على المشاركين بشكل كامل في أول أسبوعين وبعدها تم الإشراف عليهم لمدة أسبوع واحد فيما أكمل 91% من المشاركين البرنامج بشكل كامل، وفحص الباحثون ما إذا كانت التمرينات يمكنها أن تعكس أعراض مرض الزهايمر في أشكاله المتقدمة أيضا، ونفذ الباحثون البرنامج الرياضي على 76 شخصا يعانون من الزهايمر بالفعل، وعلى الرغم من أن النتائج لم تكن مثيرة كما بين المرضى الذين يعانون من الضعف الإدراكي المعتدل ظهرت علامات تشير إلى بداية حدوث تأثير.

وأظهرت نتيجة الفحص أن جزء من الدماغ وهو الحصين والمسؤول عن الفكر العاطفة نما بين المرضى الذين خضعوا لبرنامج رياضي، ولم يكن هناك تحسن في الذاكرة إلا أن انخفاضها أصبح أبطأ بين أولئك الذين نفذوا التمارين الرياضية عن أولئك الذين قاموا بعمليات التمديد البسيطة فقط، وأشارت بيكر إلى أن الأمر ربما يستغرق وقتا أطول من 6 أشهر ليكون له تأثير على الذاكرة بالنسبة لمرض الزهايمر، ويقوم فريقها بتكرار البرنامج حاليا بالمشاركة مع 200 عالما وآلاف المرضى في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وذكر الدكتور جيمس بيكيت رئيس قسم الأبحاث في جمعية الزهايمر " تشير هذه الدراسة إلى أنه لم يفت الأوان بعد لممارسة الرياضة عندما تستطيع، وعندما نفكر في علاجات جديدة لمشاكل الذاكرة علينا أن نأخذ في الاعتبار أشياء أخرى بجانب الأدوية، وفي حين يعتقد أن ممارسة الرياضة تساعد في تقليل مخاطر الخرف تشير أدلة جديدة أنها تساعد الناس الذين يعانون بالفعل من مشاكل في الذاكرة من خلال إبطاء تطور أعراض الخرف".

وأضافت الدكتورة لورا فيبيس من منظمة أبحاث الزهايمر البريطانية " يدرك الكثير من الناس أن التمرينات الرياضية المنتظمة يمكن أن تساعد في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية لكنها ترتبط أيضا بالدماغ السليم وتخفيض خطر الإصابة بأمراض مثل الزهايمر، وليس من السهل القيام بتجارب ومحاولات من خلال برامج التدريب إلا أن نتيجة هذه الدراسات تساعد في بناء صورة أكثر وضوحا لإمكانات هذا النهج، ومع خيارات العلاج المحدودة للأشخاص الذين يعانون من ضعف الذاكرة أو الخرف فمن المهم استكشاف مجموعة من الأساليب العلاجية الممكنة".