إذا كنت مدخنًا، فربما تعرف أن أفضل طريقة للحد من الموت المبكر نتيجة التدخين هو التخلي عن هذه العادة تمامًا، إلا أن دراسة حديثة كشفت أن المدخنين يمكن أن يعيشوا لفترة أطول من خلال المواظبة على ممارسة التمارين الرياضية بصالة الجيم.
ويعتقد العلماء أن أولئك الذين يتمتعون بعضلات صدر قوية والتي تعرف باسم "بيكس"، هم أقل عرضة للموت المبكر نتيجة الأمراض الناجمة عن تدخين السجائر، وربط الخبراء عضلات الصدر الهزيلة والضعيفة للمدخنين بزيادة خطر الوفاة المبكرة بنسبة 120%، فيما كانت النتائج أقوى بالنسبة للبالغين، الذين لم يكن لديهم مرض الانسداد الرئوي المزمن المستعصي (COPD، الناجم أساسًا عن التدخينK ;lh تشير الدراسة إلى أن المدخنون الذين يعانون من عضلات صدرية ضعيفة هم أكثر عرضة للموت المبكر بسبب أمراض القلب والسكتة الدماغية، وهما اثنين من الأخطار المعروفة لتدخين التبغ.
وقال صاحب الدراسة، الدكتور أليغاندرو دياز، من جامعة هارفارد: إن "هذه النتائج مثيرة للاهتمام"، موضحًا: "أن المدخنين الذين يعانون من مرض الانسداد الرئوي المزمن، والذي يتسبب في انسداد الشعب الهوائية وقلة تدفق الهواء بشكل مزمن وقصور في وظائف الرئة، قد يكون من ضمن العوامل الأخرى التي تساهم في ضعف العضلات وجعلها أقل أهمية."
وفي سياق متصل، أظهرت مجموعة من الأبحاث السابقة أن التدخين يؤدي إلى تلف العضلات، حتى عند ما يسمى بـ"المدخنين الأصحاء"، حيث أشار دياز بقوله "لكن لم يعرف حتى الآن ما إذا كان ضعف العضلات مرتبطًا بمعدلات الوفيات المبكرة."
ولاختبار آثار عضلات الصدر على طول العمر، قام الباحثون بتقييم الأشعة المقطعية لنحو 7000 مدخن بعمر 60 عامًا، واستخدمت هذه الفحوص الطبية، التي ينصح بها أحيانًا للمدخنين لفحص سرطان الرئة، لقياس عضلات الصدر وتلك الموجودة على طول العمود الفقري، وقد قام العلماء بمتابعة الحالات على مدى خمس سنوات، وتم تقسيم المرضى إلى أربع مجموعات لتتبع للبحث، على أساس كتلة عضلاتهم، وقد توفي خلال سنوات الدراسة 653 مريضًا، أقل من 10% من عدد المرضى.
ولفت دياز ‘إلى أن الكتلة الصدرية "تحديدها بسهولة على الأشعة المقطعية"، وان هذه المعلومات يمكن أن تحدد المرضى المعرضون لخطر الموت بسبب التدخين، فيما قُدمت نتائج الدراسة في مؤتمر الجمعية الأميركية لأمراض الصدر 2017 في واشنطن العاصمة.