كشفت أبحاث علمية جديدة أنه يمكن تعزيز العلاج الإشعاعي بواسطة عقار عمره 150 عامًا، ويعتقد العلماء بأن دواء بابافيرين يمكن أن يجعل علاج السرطان الشائع أكثر فعالية من خلال التحكم في كمية الطاقة التي تحتاج إليها الخلايا.
يفقد العلاج الإشعاعي فعاليته عندما تعاني الأنسجة البشرية من نقص الأكسجين، وفقا إلى صحيفة "ديلي ميل"، وهو أمر شائع في نمو الخلايا الخبيثة والتي بطبيعتها العدوانية عادة ما تتطلب كمية من الأكسجين أكثر مما هو متاح من الدم. ونتيجة لذلك يفقد العلاج الإشعاعي الوصول إليها بشكل صحيح.
ويقول الخبراء إنه من الممكن السيطرة على تلك المشكلة من خلال الأكسجين والحفاظ على نسبته بما يكفي لامتصاص الأشعة المؤينة.
وكشف الدكتور نيكولاس دينكو، وهو باحث في البيئات الدقيقة للأورام والتمثيل الغذائي في جامعة ولاية أوهايو، أن دواء بابافيرين الذي يستخدم لعلاج التشنجات التي تشمل الأمعاء أو القلب أو المخ، يضيف عنصرا أساسيا في الحمض النووي الخلوي داخل الخلايا السرطانية.
ونتيجة لذلك من خلال تنظيم الأكسجين يقلل البابافيرين نقص الأكسجين ويسمح للإشعاع بالوصول إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها.
وقال الدكتور دنكو عن نتائج دراسته التي نشرت في الأكاديمية الوطنية للعلوم في بريطانيا: "نحن نعلم أن نقص الأكسجين يحد من فعالية العلاج الإشعاعي وهذه مشكلة إكلينيكية خطيرة حيث إن أكثر من نصف الأشخاص المصابين بالسرطان يتلقون العلاج الإشعاعي في مرحلة ما من علاجهم".
وأضاف: "وجدنا أن جرعة واحدة من بابافيرين قبل العلاج الإشعاعي تخفف من نقص الأكسجين، وتعزز إلى حد كبير من ردود فعل الأورام تجاه العلاج الإشعاعي"، ومن المثير للاهتمام أن بابافيرين الذي اكتشفه جورج ميرك لأول مرة عام 1848، لا يؤثر على الخلايا المؤكسجة بالكامل، مما يعني أنه لا يستهدف إلا تلك الخلايا المريضة، وهذا الاكتشاف الذي وصفه الخبراء بأنه "علامة فارقة" يمكن أن يمهد الطريق أمام عقار جديد معتمد طبيا والذي يعزز العلاج ضد السرطان.