عندما يتعلق الأمر بالمواد الغذائية الصحية، يأتي زيت الزيتون الصافي الممتاز، على رأس القائمة التي ينصح بها معظم الأطباء وخبراء التغذية. فزيت الزيتون المستخرج في منطقة البحر الأبيض المتوسط لديه سمعة عالية باعتباره الدواء الشافي لجميع الأمراض، لا سيما بين أولئك الذين لديهم المال للحصول عليه.
وتشير دراسة جديدة الى أنه عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على صحة القلب، فإنه قد لا يكون زيت الزيتون أفضل من الزيوت متوسطة الكفاءة والتي تباع بنصف السعر. ووجد الباحثون أن زيت الذرة المتواضع هو أفضل في خفض مستويات الدهون المرتفعة في الدم، التي هي السبب الرئيسي للنوبات القلبية والسكتات الدماغية،.
فالمتطوعون الذين تناولوا الأطعمة المطبوخة بزيت الذرة شهدوا انخفاضا أكبر في مستويات "الكوليسترول" في الدم من تلك الأطباق التي أعدت بزيت الزيتون البكر الممتاز الثمين.
وقال العلماء الذين نفذوا الدراسة في مركز "الغرب الأوسط للبحوث الطبية الحيوية المستقل" في "كنساس" الأميركية،أن هذه النتائج يمكن أن تؤثر على المشورة الغذائية نظرا لأولئك المعرضين لخطر أمراض القلب والشرايين.
ويشتري البريطانيون حاليًا 62 ألف طن من زيت الزيتون سنويًا، أي عشرة أضعاف الكمية المستهلكة في عام 1990. وتعتبر المملكة المتحدة الآن عاشر أكبر دولة مستهلكة لزيت الزيتون في العالم. ونظرا لنمو السوق، هناك حاجة ملحة لزيت الزيتون البكر الممتاز بسعر اقتصادي، والمعروف بنكهته وخصائصه المعززة للصحة.
وفي الشهر الماضي، اجتمع خبراء أمراض القلب الرائدون لعقد مؤتمر في روما قيل فيه إن "اتباع نظام غذائي لدول البحر المتوسط الغني بزيت الزيتون يمكن أن يكون أفضل من العقاقير المخفضة للكوليسترول، عندما يتعلق الأمر بخفض خطر الموت المبكر". ودعوا المرضى الذين يعانون من أمراض القلب إلى أن يتبعوا حمية غنية بزيت الزيتون والخضار والمكسرات قبل أن يلجأوا الى الحبوب.
لكن الدراسة الأخيرة التي نشرت في المجلة الأوروبية للتغذية السريرية، تشير إلى أن المتسوقين يضيعون أموالهم على الزيت البكر الذي يُكلف من 3 جنيه استرليني لليتر لتصل إلى 30 جنيها استرلينيا لليتر أو أكثر. وبدلا من ذلك، فإنهم قد يكونون أفضل حالا باستخدام زيت الذرة الذي يكلف أقل، 1.50 جنيه استرليني لليتر.
وقد أعطى العلماء لـ54 متطوعًا الأطعمة المطبوخة للكبار سواء بالزيت الذرة أو زيت الزيتون يوميا لمدة ثلاثة أسابيع. وأخذوا بانتظام عينات الدم للتأكد من مستويات الدهون في الدم ووجدوا أن زيت الذرة أدى إلى تخفيضات أكبر في مستويات الكولسترول الكلية من زيت الزيتون البكر الممتاز.
كما أنها أثارت أكبر انخفاض في مستويات الكوليسترول المنخفض الكثافة، وهو نوع ضار من الكولسترول الذي يسبب أضرارًا في الدم ويؤدي إلى انسداد الشرايين الذي يمكن أن يؤدي إلى آلام في الصدر والنوبات القلبية. ولم يكن هناك فرق بين الاثنين عندما تعلق الأمر بمستويات الكوليسترول الحميدة 'الصحية'.
صحيح أن زيت الزيتون لديه نسبة من الدهون غير المشبعة الأحادية التي يمكن أن تساعد في السيطرة على الكولسترول. ولكن زيت الذرة هو واحد من أفضل مصادر الدهون غير المشبعة، وهذا أيضا جيدة للقلب وتوفر الأحماض الدهنية المهمة التي يحتاجها الجسم لأداء عمله.
في العام الماضي، أجرت السلطات في إيطاليا تحقيقًا شاملًا في معلومات ذكرت أن شركات رائدة في مجال زيت الزيتون تمزق المستهلكين عن طريق تمرير نوعية زيت أقل جودة على أنها زيت بكر. ومن 20 علامة تجارية خضعت للاختبار، تم العثور على تسع شركات تنتج زيتًا أقل جودة وباعته كزيت بكر ممتاز.