يُعتقد أن الشوكولاتة (المصنوعة من بذور شجرة ثيوبروما الكاكاو)، تعود إلى حضارة أولميك في أميركا الوسطى منذ أكثر من 3000 عام، ومنذ ذلك الحين، ازدهر الطلب على الشوكولاتة مع الملايين من الأشخاص الذين أعجبوا بمذاقها الغني الحلو. وغالبًا ما تُعتبر الشوكولاتة من الأطعمة "المغيرة للمزاج"، و"الرومانسية" ، وقد تم وصفها بأنها من الأطعمة الصحية. وأوضح روب هوبسون، وهو خبير تغذية بريطاني ومؤلف كتاب Cheats & Eats ، كمية الشوكولاتة الجيدة لصحتنا، وكيف تؤثر على صحة المخ والقلب والمزاج.
وتشير الأبحاث إلى أنه قد يكون هناك العديد من الفوائد الصحية الإيجابية لتناول الشوكولاتة، والتي تخص القلب والمخ. وأن الفوائد الصحية تنبع من الكاكاو وليس من الشوكولاتة، والتي تتم عن طريق إضافة السكر والدهون للجسم. ويأتي الكاكاو في أشكال عدّة هي مسحوق الكاكاو والكاكاو الخام، والتي تحتوي على أكبر قدر من تركيز السكر والدهون غير الضارة، ويعزو أي فوائد صحية للشوكولاتة التمسك بأصناف داكنة تحتوي على أكثر من 70 في المائة من الكاكاو. وأن الكاكاو مصدر غني بالمعادن بما في ذلك المغنيسيوم الذي يساعد على الحفاظ على عظامنا بصحة جيدة وتعزيز استرخاء العضلات، والحديد الذي يساعد على الحفاظ على إنتاج خلايا الدم الحمراء، إضافة إلى الزنك الذي يساعد على تكوين خلايا جديدة في الجسم.
وستجد أيضا كمية كبيرة من مضادات الأكسدة في الكاكاو، التي لن تجدها في أي طعام آخر تقريبا على هذا الكوكب. وتسمى هذه المواد المضادة للأكسدة بـ "فلافانولات" وهي السبب الرئيسي في العديد من النتائج التي توصلت إليها الأبحاث التي تربط بين الكاكاو وحمايته الجسم من بعض الأمراض.
والكاكاو يزيد من مستويات العديد من المواد الكيميائية في الدماغ التي ترتبط بالمزاج. الفينيثيلامين (PEA) هو أحد هذه المواد الكيميائية التي ثبت أنها تعزز المزاج كما يفعل التريبتوفان الذي يتم تحويله إلى هرمون السيروتونين "الشعور الجيد". ويحتوي الكاكاو أيضًا على ثيوبرومين ، وهو مماثل في الكافيين ولكن بدون الآثار الجانبية .وقد تفسر هذه المواد الكيميائية الثلاثة معًا سبب اعتبار الشوكولاتة مسببة للإدمان.
ويعتقد أن الفلافانولات في الكاكاو يعمل على توسيع الشرايين ، مما يحسن المرونة وقد يقلل من خطر الإصابة بنوبة قلبية. ويعتقد أيضا أن تأثير مضادات الأكسدة هذه يشبه الأسبرين من حيث أنه يساعد على تقوية خلايا الدم ومنع الجلطات غير المرغوب فيها من خلال الأبحاث التي تظهر التأثير بعد شرب كوب من الكاكاو يستمر لأكثر من ست ساعات.
ووجدت النتائج من تحليل سبع دراسات أجراها باحثون في جامعة كامبردج، أن الرجال والنساء الذين يحصلون على نسبة كبير من الشوكولاتة الكاكاو / الداكنة كانوا أقل عرضة بنسبة 37٪ للإصابة بأمراض القلب التاجية، و 29٪ أقل عرضة للإصابة بسكتة دماغية. مقارنة مع أولئك الذين لديهم أدنى حد من تناولها.
وتنبع الأبحاث حول ضغط الدم سكان جزيرة كونا التي لا يبدو أنهم يتعرضوا لارتفاع في ضغط الدم مع تقدمهم في العمر ، وهو ما يعزى جزئيًا إلى الكميات الكبيرة التي يتناولوها من الكاكاو يومياً. وقد لوحظ أنه بمجرد أن تغادر الجزيرة وتستهلك كميات أقل من الكاكاو ، فإنها تفقد التأثير الوقائي على ضغط الدم.
وأن العلاقة بين الكاكاو وضغط الدم هي أن الفلافانول الذي يحتويه يزيد من توافر أكسيد النيتريك في الدم ، مما يوسع الأوعية الدموية ويخفض ضغط الدم. ووجد باحثون من جامعة أديلايد أن شرب الكاكاو يقلل بشكل كبير من ضغط الدم عند مقارنته بمشروب خالي من الفلافانول. ووفقا للنتائج التي نشرت في مجلة نيو إنغلاند الطبية ، فإن البلدان ذات الاستهلاك العالي من الشوكولاتة تنتج أكثر أعداد من الفائزين بجائزة نوبل.
وأظهرت دراسات مختلفة أن شرب الكاكاو على الأقل في خمسة أيام من الأسبوع يعزز تدفق الدم إلى أجزاء من الدماغ التي تساعد في الإدراك ويمكن أن تحسن الأداء واليقظة. وكما تساعد مضادات الأكسدة في الكاكاو أيضًا في تحييد الالتهاب ذي الدرجة المنخفضة المرتبطة بالأفكار 'الضبابية'.
وقد وجدت دراسات كبار السن الذين يعانون من ضعف عقلي أن أولئك الذين يشربون الكاكاو بانتظام لديهم تحسينات أكبر في الذاكرة والتفكير اللفظي من أولئك الذين لم يشربوا.ولهذا السبب كان الكاكاو محل اهتمام الباحثين الذين يدرسون الخرف. ويمكن استهلاك الكاكاو في الأطعمة اليومية والاستفادة منه دون الضرر بالجسم، من خلال إضافته إلى الأطعمة هي طريقة رائعة لزيادة كمية المواد المعدنية ومضادات الأكسدة.