السعرات الحرارية

كشفت دراسة علمية حديثة أشرف عليها باحثون أميركيون، أن وقت تناول الطعام قد يكون المفتاح لفقدان الوزن وليس كم عدد السعرات الحرارية التي تُستهلك، أو الكربوهيدرات التي تتناولها بنظامك الغذائي، ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن الأدلة تظهر بالفعل أن خفض السعرات الحرارية وممارسة الرياضة يمكن أن يساعدان البالغين ممن يعانون من الوزن الزائد في محاربة السمنة.

لكن مجموعة من التجارب الجديدة تكشف فوائد التغذية المقيدة بالوقت (TRF)، والتي تسمح للناس بأكل ما يريدون ولكن في إطار زمني محدد، وبالتجارب على الفئران، والتي تعتبر مشابهة للصيام، كشف باحثون من معهد "سالك" للدراسات البيولوجية في سان ديغو في كاليفورنيا، أن تناول الطعام في أوقات محددة كان له مجموعة من الفوائد على الفئران، بما في ذلك فقدان الوزن وانخفاض خطر الإصابة بالسكري، ويعتقد العلماء أن نتائج أبحاثهم يمكن أن تساعد المرضى في التخلص من الدهون الزائدة.

وبدأ الدكتور ساتشين باندا، عالم الأحياء في معهد سالك، بدراسة تأثيرات نظام "TRF" منذ 15 عامًا تقريبًا، وقد اعتمد أسلوب الصيام في حياته، والذي يشمل تناول وجبة الإفطار في الساعة 7 صباحًا والعشاء في الساعة 7 مساءً - دون تناول أي طعام بين تلك الأوقات، وقال لصحيفة "واشنطن بوست" إنه منذ أن بدأ ذلك النظام، لاحظ خفض في مستويات السكر في الدم، بالإضافة إلى فقدان وزنه واستقرار نومه بشكل أفضل، كما أضاف أن تناول الطعام طوال الوقت "يعيق" الإيقاع اليومي للبشر من تناول الطعام والشراب بل وحتى ممارسة العلاقة الزوجية، واكتشف هو وزملاؤه في عام 2008 أن نظام "TRF" كان له نتائج ايجابية على الفئران.

وشاهدت مجموعتين من الفئران تأكل نفس الكمية من السعرات الحرارية. ومع ذلك، قامت مجموعة واحدة بذلك في غضون مدة ثماني ساعات، وكشفت النتائج أن الفئران التي اتبعت نظام TRF تزن أقل بنسبة 28 في المائة من وزنها خلال أربعة أشهر فقط. ووصف النتائج بأنها "غير متوقعة"، وقد تكررت التجربة ثلاث مرات، حيث تبيّن أنها تحدّ من تطوير مرض السكري وأمراض القلب والسرطان.

وتوضح الدكتورة كورتني بيترسون، عالمة التغذية في جامعة ألاباما في برمنغهام، أنها تبنت نظام الصيام الذي يسمح لها بتناول الطعام بين الساعة 8 صباحًا و 2 ظهرًا لمدة خمسة أيام في الأسبوع، متابعة "أعتقد أنه في غضون 10 سنوات سيكون لدينا بعض الإرشادات الواضحة لتوقيت الوجبات"، وأضافت "لكننا في المراحل المبكرة من هذا البحث."

واكتشف الدكتورة بيترسون فوائد نظام TRF في البشر في يناير/كانون الثاني الماضي بعد دراسة شملت 11 مريضًا يعانون من زيادة الوزن ولكن النتائج لم تُنشر بعد، ووجدت هي وزملاؤها أن الأشخاص الذين تناولوا الطعام ما بين الثامنة صباحا والثانية مساء لم يصابوا بالجوع في ساعة متأخرة من الليل وحافظوا على مستويات شهيتهم على عكس أولئك الذين تابعوا الجدول الزمني من تناول الطعام بين 8 صباحاً و 8 مساءً فقد عانوا من الرغبة الشديدة في تناول الطعام.

وقال بيترسون لصحيفة ديلي ميل، إن تناول الطعام في وقت مبكر من اليوم، تماشيًا مع الساعة اليومية للجسم، قد يؤثر ايجابيا على الصحة، فالعديد من جوانب عملية التمثيل الغذائي تكون في أفضل أداء لها في الصباح، بما في ذلك الحفاظ على مستويات السكر في الدم وحرق الدهون، كما كشفت الدراسة أن المشاركين في حمية TRF قد خُفضت لديهم مستويات هرمون "جريلين" وهو الهرمون الذي يسبب الجوع - وحرق المزيد من الدهون.