يُلقى اللوم غالبا على التقلّبات الهرمونية لتبرير حالة التعب الذهني والجسدي لدى النساء أثناء فترة الحيض، لكن العلماء يقولون إن انخفاض مستويات الحديد قد يُسبّب تعكر المزاج ويؤدي إلى اضطرابات أكبر خلال فترة الحيض، ويوضح العلماء أن المستويات المنخفضة من هذا النوع من المغذيات، التي توجد بكثرة في الخضراوات الورقية، يمكن أن تتسبب في تقلب مزاج المرأة، وجعلها أقل اندفاعا وحركية.
وأضاف الفريق البولندي أن نقص الحديد قد يكون "عامل خطر للاضطرابات المزاجية" مثل الاكتئاب، كما يشير العلماء من جامعة نيكولاس كوبرنيكوس، إلى أن انخفاض مستويات الحديد يمكن أن يؤثر سلبا على الأداء الإدراكي والقدرة على التحمل.
ويؤدي نقص الحديد، وهو أحد أكثر أنواع فقر الدم شيوعا، إلى إبطاء عمل الدماغ والجهاز العصبي المركزي في الجسم.
ويؤثر نقص الحديد على أكثر من ملياري شخص في جميع أنحاء العالم، ووفقا إلى المعهد الوطني للقلب والرئة والدم، وهو قسم في معاهد الصحة الوطنية الأميركية، فإن ما يقدر بـ20% من النساء في سنّ الإنجاب مصابات بفقر الدم جراء نقص الحديد.
وأجرى العلماء بجامعة نيكولاس كوبرنيكوس في بولندا دراسات على 23 امرأة نشطة بدنيا، ترواحت أعمارهن بين 20 و32 عاما خلال تلك الفترة، وكان لدى جميع النساء مستويات طبيعية من الحديد، ولم تظهر لديهن أي علامة لفقر الدم قبل فترة الحيض، وتم تحليل أدائهن العقلي والجسدي خلال مدة الدراسة.
وشملت الاختبارات تخطيط الدماغ لأخذ قياسات لعدة تفاعلات، من بينها التفاعل العاطفي، وتمت مقارنة النتائج، التي نشرت في مجلة "Physiology & Behavior journal"، بين النساء اللاتي يعانين من نقص الحديد وأولئك اللاتي لديهن مستويات كافية من الحديد.
ووجد العلماء أن نقص الحديد قد يؤدي إلى انخفاض في التحفيز، وتراجع في السلوك الساعي إلى الأحاسيس، وكان لدى النساء اللاتي يعانين من نقص الحديد أقل من 12 ميكروغراما من الحديد لكل لتر من الدم، ولم تكن هناك صلة كافية بين نقص الحديد والقلق، لكن المشاركات الأربعة اللاتي كان لديهن درجات عالية من القلق خلال الدراسة كنّ يعانين من نقص حاد في الحديد.