اخترع العلماء إبرة رقيقة يمكنها تنقيط الأدوية في عمق الدماغ عن طريق التحكم عن بعد وبدقة، واختبرت فقط على الحيوانات حتى الآن، ويمكن أن تكون نهجًا جديدًا لعلاج أمراض الدماغ. ومن المحتمل أن تقلل من الآثار الجانبية للأدوية من خلال استهداف الدوائر التي يصعب الوصول إليها والتي تحتاج إلى الرعاية فقط.
وقال "روبرت لانجر"، الأستاذ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، الذي كون فريق الهندسة الطبية الحيوية في المعهد "يمكنك وضع الأشياء إلى المكان الذي تريده مباشرة، بغض النظر عن المرض"، ونُشر هذا البحث الأربعاء الماضي.
وتعد الحاجة إلى علاجات أقوى وأكثر أمنًا لاضطرابات الدماغ التي تتراوح بين (الاكتئاب و باركنسون). وبمجرد دخول الأدوية داخل الدماغ، فتجد ما يسمى حاجز الدم في الدماغ والذي يمنعها من الدخول فتجد صعوبة أحيانًا في العلاج ، بعكس حبوب منع الحمل والأقراص الأخرى فهي مختلفة تمامًا ولها تأثير من الداخل لأنها تصل إلى مناطق كاملة من الدماغ . لذلك حاول الأطباء إدخال أنابيب في الدماغ لضخ الدواء إلى أقرب نقطة لأهدافهم، ولكن هذا خطر فهو لا يزال غير دقيق بما فيه الكفاية.
وثبت أن النجاح الأكثر استهدافًا حتى الآن هو علاج السرطان، حيث توضع رقاقة على موقع الورم في المخ لإزالته جراحياً، واستخدم الفريق من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا نهجًا جديدًا كزرع إبر عميقة في الدماغ يمكن من خلالها أن يقدم جرعات مختلفة من أكثر من دواء واحد عند الطلب.
وأنشأ الباحثون اثنين من أنابيب الدواء الرقيقة جدًا و إبر من الفولاذ المقاوم للصدأ والتي لا تتجاوز مساحتها عن قطر شعر الإنسان . وتلك الإبرة، التي بنيت للوصول إلى المكان المصاب، تدرج من خلال ثقب في الجمجمة في الدوائر المطلوبة الدماغ .
واختبرت على الفئران في مختبر "ميندس" . وزرع الباحثون الإبرة في منطقة الدماغ المرتبطة بالحركة والمرتبطة بأضرار مرض باركنسون (الشلل الرعاش) كتجربة. ويقول "تريسي كوي" أستاذ الهندسة الحيوية في جامعة بيتسبرغ: "هناك الكثير من الإمكانات العلاجية لهذا المرض و التي يمكن تطويرها والتي لم تشارك في دراسة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ". وقال "تسوى" إن العديد من المجموعات تعمل على زراعة الإسنان لتقديم العقاقير العصبية بطرق مختلفة .
في حين أن هناك حاجة إلى اختبار إضافي قبل أن يمكن محاكات مثل هذا النظام على الإنسان، هذه الأنواع من الأدوات مهمة للبحث، وبفضل ردود الفعل التي تبين كيفية تفاعل الخلايا العصبية مع المركبات المختلفة تمت أكثر من تجربة بسيطة بنجاح , ومولت الدراسة من قبل المعاهد الوطنية للصحة. وتقدم معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بطلب للحصول على براءة اختراع.