تمكن جراحون بريطانيون، إجراء جراحة ناجحة وذلك باستبدال صمام القلب عن طريق شق دقيق في حلمة الثدي؛ ما يجنب المرضى كسر عظمة الصدر، وإحداث شق كبير للوصول إلى القلب، ووفقًا لصحيفة بريطانية، أكد الأطباء أن هذه التقنية الجديدة يمكن أن توفر خيارًا للأشخاص الذين يعانون من أمراض خطيرة، لمواجهة الجراحة التقليدية، ويمكنهم إصلاح الصمام التاجي قبل أن تصبح حياتهم معرضة للخطر.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك الآلاف من البريطانيين بحاجة لعمليات كل عام، لإصلاح أو استبدال الصمام التاجي الذي يقع في الجانب الأيسر من القلب، جدير بالذكر أن أمراض القلب قد تنجم عن تقدم العمرللصمام غير المعالج، أو بسبب ضغط الدم المرتفع، ولكنها تصيب أيضا الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 عامًا، بسبب اضطراب في أنسجة القلب، إذ ينقسم القلب إلى قسمين، ولكل قسم غرفتان يتجمع الدم فيهما.
إذ أن الغرفة السفلى بها البطينان الأيسر والأيمن، والعليا يها الأذينان الأيسر والأيمن، ويقع الصمام التاجي بين البطين الأيسر والأذين الأيسر، ولفتت الصحيفة البريطانية، إلى أن الصمام التاجي في الأشخاص الأصحاء يدفع الدم إلى التدفق من الغرفة العليا إلى الغرفة السفلى، ثم يغلق نفسه لوقف الدم ليعاد ضخه مرة أخرى.
ولكن لأسباب مختلفة، الصمام يمكن أن يبدأ في التسريب بقوة، وذلك بسبب عدم إغلاق الصمام بإحكام، مما يسمح بارتجاع الدم إلى الوراء باتجاه القلب وكذلك الأوردة الرئوية، مما يؤدي إلى الشعور بالتعب، إذ يعني ذلك أن القلب سيقوم بجهد كبير لضخ الدم في جميع أنحاء الجسم، مما يسبب في ضيق التنفس، ومع مرور الوقت، يؤدي إلى قصور القلب.
وفي الناحية التقليدية، يتم علاج الصمام التالف بالبضع أو شق الصمام، وهو الإجراء الذي يتم به الشق لكسر عظمة الصدر والوصول إلى القلب، ولكن هذا ينطوي على فترة انتعاش طويلة وتسامح بعض المرضى، مع ذلك، وخاصة إذا كانوا كبار السن أو لديهم ضعف في الجهاز المناعي.
وتستغرق هذه العملية ما يصل إلى ثلاثة أشهر للشفاء، وذلك للمرضى الذين يخضعون للعلاج الجديد، أما القدامى يمكنهم العودة إلى ديارهم بعد ثلاثة أو أربعة أيام فقط، ويمكن للجراح، القص حوالي 1 إنش، وإدراج أنبوب، يوضع به كاميرا 3D صغيرة للحصول على صور للمنطقة حول الصمام، وبعدها يتم وضع حلقة صغيرة حول الصمام التاجي، وتأمينها في مكان بحيث أنها تغلق بشكل صحيح.
ومن المقرر أن تجرى هذه التجربة الآن لمقارنة هذه التقنية مع جراحة القلب المفتوح.
ويمكن أيضًا أن يستخدم هذا الإجراء، لإصلاح صمام ثلاثي الشرفات الذي يتحكم في تدفق الدم بين الأذين الأيمن والبطين الأيمن، وعلاج الأشخاص الذين يعانون من الرجفان الأذيني.
كما أن العملية فعالة أيضًا، في إصلاح الثقوب في القلب وإزالة الأورام في الأذين، من جانبها قالت مورين ديير، 75 عامًا، وهي مدير متقاعد لمبيعات التجزئة من بلاكبول، إنه تم تشخيصها لأول مرة بالرجفان الأذيني "عدم انتظام ضربات القلب" من قبل طبيبها العام في مارس 2016، بعد فترة طويلة من ضيق التنفس بعد المشي.
وأحيلت مورين إلى مستشفى بلاكبول فيكتوريا، حيث اكتشف الأطباء مشكلتين إضافيتين - كان كل من صمامها التاجي وصمام ثلاثي الشرفات يعانيان التلف، مما جعلها تخضع إلى عملية جراحية لإصلاح كل من الصمامات في وقت سابق من هذا الشهر، وتقول إن النتائج أعادت بالفعل الحياة لها، وبعد أن كانت لا تستطيع ممارسة الرياضة والمشي، أصبحت الآن تمشي لمسافات طويلة.