الوجبات السريعة

 حذرت منظمة الصحة العالمية (WHO) من أن القوانين الحالية لحماية الأطفال من إعلانات الوجبات السريعة هي "غير كافية"، مؤكدة أنه يتعين على صناع القرار، اتخاذ إجراءات للتصدي للتسويق الرقمي وإعطاء الصغار شكلا من أشكال الحماية.

كما كشف تقرير المنظمة أن الأطفال يتعرضون إلى الأطعمة الغنية بالدهون والملح والسكر، ولكن الآباء والأمهات غالبا ما يكونوا غير مدركين للتقنيات الجذابة للغاية المتطورة المستخدمة في ذلك، وقال إن القواعد التي تحكم إعلانات الأطعمة غير الصحية، لا تنطبق إلا على الأطفال الأصغر سنا، وكثيرا ما لا تطبق على وسائل الاعلام الاجتماعية.

ويقول الخبراء إن السماح لتلك الشركات بمواصلة ما تفعله، يمكن أن تؤدي بالشباب للإصابة بأمراض القلب عندما يكبرون في السن، حيث أشار الدكتور جودن غاليا من منظمة الصحة العالمية "أكثر من 60 في المائة من الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن قبل سن البلوغ، يعانون من زيادة الوزن في مرحلة البلوغ المبكر، ويقدر بأن 25 في المائة من الأطفال في سن الدراسة في أوروبا، هم بالفعل يعانون من زيادة الوزن أو السمنة".

وأضاف "هذا وتتوقع مستقبلا قاتما، فنحن نعلم أن زيادة الوزن والبدانة، هما مفتاح مساهم في أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والسكري، وإن السماح للمعلنين والصناعات الغذائية بتسويق المنتجات عالية الملح والدهون والسكريات للأطفال، من خلال المنصات الرقمية مع التنظيم غير الكافي، يمكن أن يكون لها عواقب ضخمة في مجال الصحة والناحية الاقتصادية".

وحذّر تقرير لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة أوروبا، من استخدام تكتيكات مثل الزومبي كوكيز، بصمة الجهاز والمواقع الجغرافية.

ووجد الباحثون أن هذه الأساليب تسمح للمنصات الرقمية، والمسوقين وشركات المواد الغذائية ببناء قاعدة بيانات واسعة من جميع الذين يستخدمون الإنترنت، بما في ذلك الأطفال.

ووجدت دراسة أجرتها مؤسسة القلب البريطانية أن 100 موقع من مواقع الطعام والشراب الشهيرة لدى الأطفال، 80 في المائة من منتجاتهم لا يسمح بالإعلان عنها للشباب في التلفزيون بموجب لوائح البث في بريطانيا.

ومع ذلك، وجدوا أنه تم تسويق هذه المنتجات على الانترنت بطريقة تجعلها جذابة في عيون الأطفال. وأشاروا إلى الرسوم المتحركة، والمسابقات، والألعاب، ومحتوى مواقع التواصل كوسائل رئيسية.

التقرير هو الأول للباحثين والخبراء في مجال الصحة لإجراء تحليل شامل بشأن الوضع المقلق. وخلص إلى أن "الأنظمة القائمة غير كافية بشكل ملحوظ لمواجهة التحديات في هذا المجال".

وقالت الدكتورة سوزانا جاكاب، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا "لقد أعطت حكوماتنا الأولوية السياسية للوقاية من السمنة في مرحلة الطفولة. ومع ذلك، نجد دائما أن الأطفال يتعرضون لعدد لا يحصى من تقنيات التسويق الرقمي المخبأ بها رسائل لتعزيز الأطعمة الغنية بالدهون والسكر والملح".

وأشارت إلى دور الأبوين قائلة "قد يكون الآباء والأمهات يجهلون أو يقللون من التأثير الضار للتسويق الرقمي، ولكن هذا التقرير يوضح تأثير مثل هذا التسويق على أطفالنا. كما يقع على عاتق صناع القرار مهمة إدراك الخطر الجديد الناتج عن التسويق الرقمي من الأغذية للأطفال والتصرف بسرعة".

وقال مدير الشؤون العامة لجمعية الدعاية، سو يوستاس "إن الصناعة في المملكة المتحدة قد حرض بالفعل على مراجعة بعيدة المدى لقواعد إعلانات المواد الغذائية على الإنترنت، على الرغم من أن الأنظمة القائمة هي من ضمن الأصعب في العالم عبر جميع وسائل الإعلام".

وأوضحت اللجنة البريطانيّة لممارسة الإعلان أن "اللجنة تلتزم بمسؤوليتها لضمان إعلانات الغذاء. وسوف نعلن قريبا نتائج مشاورات مع الجمهور حول تشديد كبير في قواعد الطعام المصممة خصيصا لحماية الأطفال في وسائل الإعلام غير المباشر، بما في ذلك القنوات الرقمية والانترنت".