أظهرت دراسات جديدة أنّه يمكن الكشف عن سرطان الأمعاء عن طريق اختبار دم بسيط بدلا من التدخل الجراحي، حيث سيمكن الاختبار الأطباء من اكتشاف إصابة المرض، دون الحاجة إلى اللجوء إلى عمليات مؤلمة، مثل منظار القولون أو الاستكشاف الجراحي، فقد أوضح علماء شركة "يونيفرسال دياغنوستيكس" للطب الحيوي، عن اختبار دم بسيط، يمكن أن يحل محل منظار القولون.
ويساعد الاختبار، الذي هو الآن محور الأبحاث البريطانية الرائدة، في الكشف عن الحالات ما قبل السرطان مثل الأورام الحميدة بدقة أعلى، وأفاد الخبراء، بأن "هذه التقنية، التي تستخدم قطرة من الدماء، ويتم جمعها على قطعة ورق، يمكن أن تُحدث ثورة في فحص وتشخيص سرطان الأمعاء"، وبالإضافة إلى الاكتشاف المبكر للمرض، وزيادة فرص النجاة، يمكن للاختبار أن يجنب العديد من المرضى مخاطر منظار القولون، التي تشمل نزيف الأمعاء أو ثقبها.
ويتم تشخيص ما يقرب من 41,000 بريطاني بسرطان الأمعاء - نوع من سرطان القولون والمستقيم - كل عام، مما يجعله ثاني أخطر أنواع السرطان انتشارا في المملكة المتحدة.وتم الكشف عن حوالي 10 في المائة من الحالات من خلال برنامج الفحص الوطني، وفقا لبحوث السرطان في بريطانيا، وتنصح جمعيات السرطان المحلية من يتراوح أعمارهم بين 60 و 74 عاما بتحليل عينة من البراز، وبالرغم من ذلك يتردد العديد من الناس في القيام بذلك.ونتيجة لذلك، يتم تشخيص العديد من المرضى بعد تأخر حالاتهم وبعد أن يعانون من فقدان الوزن، والتعب، وفقر الدم الشديد، أو إصابتهم بانسداد الأمعاء الناجم عن الورم.
ويبحث الاختبار الجديد عن جزيئات معينة في الدم، والمعروفة باسم المؤشرات الحيوية، التي يتم إصدارها من قبل الخلايا السرطانية. وبالإضافة إلى ذلك، قد تنتج الأورام المواد الكيميائية التي تغير الطريقة التي يستخدمها الجسم أو يمتص بعض العناصر الغذائية من الطعام في القناة الهضمية.ونتيجة لذلك، قد يتأثر استخدام الجسم من البروتين والكربوهيدرات والدهون - ويمكن الكشف عنها من خلال عينات الدم.
وأوضح استشاري جراحة القولون والمستقيم في جامعة "إمبريال هيلث كير"، الدكتور جيمس كينروس، أن "الاختبار يعمل على البحث على جزيئات معينة في الدم، معروفة باسم المؤشرات الحيوية، تفرزها الخلايا السرطانية، بالإضافة إلى ذلك قد تنتج الأورام المواد الكيميائية، التي تتداخل في عملية الهضم، والتي يمكن رصدها في الدم"، والاختبار الذي صممته شركة "يونيفرسال دياغنوستيكس" للطب الحيوي، يقيس 30-40 من المؤشرات، التي من المرجح أن تشير للإصابة بسرطان الأمعاء، ليظهر النتيجة الدقيقة خلال 24 ساعة، وبالمقارنة مع اختبار البراز، وجدت الدراسات أن “اختبار الدم دقته أكبر وأفضل، حيث كشف حوالي 87 % من سرطانات القولون والمستقيم، كما كشف عن 83 % من الأورام الحميدة، التي يمكن أن تتطور لتصبح سرطانية، وتحتاج للإزالة، وذلك مقارنة بمعدل اكتشاف يبلغ 42 % فقط باستخدام اختبار البراز”، وهذا يعني أن الأطباء يمكنهم الكشف عن السرطان المحتمل، في مرحلة مبكرة جدًا، وإزالة الأورام الحميدة والوقاية من السرطان، قبل حتى أن يبدأ.