اكتشف الجراحون طريقة جديدة لتخفيف آلام الذبحة الصدرية الغير قابلة للعلاج في السابق، عن طريق سد وريد رئيسي في القلب، وتؤثر هذه الحالة على حوالي مليوني بريطاني، عندما تقل الدورة الدموية التي تمد عضلة القلب بالدم بسبب ضيق الشرايين المريضة.
ويشمل الخط الأول العلاج بالعقاقير والجراحة لإدخال الدعامات، وهي شبكة أنابيب من الأسلاك الصغيرة القابلة للتوسيع، في الشرايين حول القلب لتوسيعها، العملية من شأنها أن تعيد الدورة الدموية وتخفف من أعراض الذبحة الصدرية، والتي تشمل أحيانا آلام في الصدر التي تتسبب عادة عن طريق المجهود والإنهاك، ويتاح للآخرين جراحة القلب الالتفافية، والتي تنطوي على اتخاذ وريد من أي مكان آخر في الجسم وترسيخه حول القلب، واستعادة تدفق الدم، ومع ذلك، من 5-10 في المائة من المرضى لا يستجيبون لهذه المناهج أو غير مؤهلين لها بسبب مضاعفات صحية أخرى، ويقال أن لديهم ذبحة صدرية حرارية، وفي خطوة وصفها جراح رائد باسم "مكافحة بديهية رائدة"، وهو نوع جديد من الدعامات الفولاذية المقاومة للصدأ التي هي على شكل ساعة زجاج يتم استخدامها لتضييق الجيب التاجي، الوريد الذي ينقل الدم من القلب إلى الرئتين.
ويسبب التضييق تمدد بالأوعية الدموية الأصغر حجما المحيطة، مما يزيد من تدفق الدم في أماكن أخرى في القلب وتخفيف آلام الذبحة الصدرية، ويجري الآن عرض نظام تخفيض الجيب التاجي للمرضى في مستشفيات التأمين الصحي البريطانية، وأثبتت التجارب أن العملية تغير الحياة حيث يمكن أن تحسن من تدفق الدم إلى عضلة القلب، والتخفيف من الأعراض في حوالي 70 في المائة من مرضى الذبحة الصدرية الحرارية، ويتم زرع الجهاز عن طريق شق صغير في الوريد الوداجي في العنق، بعد تخدير المريض، ويتم ربط أنبوب مرن من البلاستيك، قنية، من خلال الأوعية الدموية حتى تصل إلى الوريد التاجي في الجزء الخلفي من القلب.
وبمجرد ما يصبح في وضعه الصحيح، يتم استخدام البالون المزود في نهاية الأنبوب لتضخيم الغايات، ويترك الجزء الأوسط ضيقا. وتستغرق العملية بأكملها حوالي 20 دقيقة، ثم يسمح للمرضى الذهاب إلى المنزل في نفس اليوم، وتظل الدعامة في مكانها حيث تنمو جدران الأوعية الدموية في وحول عملية الزرع، مما يؤدي إلى تضييق الوريد. وقال طبيب القلب الدكتور ستيفن ليندسي، الذي يضع الجهاز في المرضى في مصحة برادفورد الملكية: "الحياة بالنسبة لمرضى الذبحة الصدرية الحرارية بائسة جدا"، وأضاف: "لدينا مرضى يشعرون بالألم بمجرد السير على الأقدام من غرفة إلى غرفة في المنزل. ويعيش آخرون في خوف دائم من أنهم قد يصابون بنوبة قلبية، كما أن آلام الصدر شديدة، وهذا قد يوفر لهم المساعدة"، إنها ليست حالة قاتلة، ولكنها في كثير من الأحيان تبدو وكأنها ثقل في الصدر والتي قد تنتشر إلى الذراعين والرقبة والفك والظهر أو البطن، بعض الذين يعانون يصفون شعور بالضيق الشديد، بينما يقول آخرون أنها أكثر من وجع ممل. بعض الناس أيضا يمرون بضيق في التنفس. وكثيرا ما تجلب أعراض الذبحة الصدرية على حسب النشاط البدني، إلى جانب الاضطراب العاطفي. وعادة ما تهدأ الحالة بعد بضع دقائق.
وأضاف الدكتور ليندساي: "عندما سمعنا لأول مرة عن هذا الإجراء الجديد، كان من غير البديهي أن تضييق الوريد يمكن أن يساعد على تدفق الدم، ولكن أثبتت الدراسات أنه فعالا وآمنا. لكننا نحذر المرضى بأنهم لن يشعروا بالفرق على الفور، ولكن الدعامة في حد ذاتها لا تسبب ضيق"، وشرح: "إنها تسبب الضيق فقط مرة واحدة في الوقت الذي يبدأ فيه جدار الأوردة في النمو حول الأنبوب التي هي على شكل الساعة الزجاجية، ولكن بعد شهر أو نحو ذلك تبدأ الأعراض في الاختفاء".
احد المرضى الذين استفادوا من العلاج هو روبرت سويفت (65 عاما) وهو متقاعد صاحب عمل للسباكة من هدرسفيلد، الذي عانى من الذبحة الصدرية عندما كان عمره 28 عاما، وقد اندمج مع الجهاز الجديد قبل عامين. في الوقت الذي شعر فيه بانتظام من ألم في الصدر، بحيث لم يكن بإمكانه أن يصعد الدرج دون أن يتعرض لأزمة، وقال: "لم تشف الذبحة الصدرية لدي، ولكنني لا أصاب بأزمة بمجرد محاولة الوصول لمقعدي، كما كان الحال عليه في السابق"، الأب لاثنين أخطأ في تشخيص أعراض الذبحة الصدرية التي تسبب له الحرقة، والتي أصيب بها في سن 42 عاما، فقد كان يعاني في البداية من ستة نوبات قلبية هددت حياته في السنوات الثلاث الماضية.
وحصل المدخن السابق أيضا على 4 دعامات التاجية، وأضاف السيد سويفت: "أنا مثال متطرف جدا. فقد حاولت كل شيء تقريبا، وكان هناك شيء آخر يمكن القيام به قبل أن أتعرف على الجهاز، وهو ما ساعدني أن أعيش حياتي بشكل طبيعي تقريبا بعد معاناة الكثير لسنوات عديدة".