اكتشف باحثون دنماركيون وفقا إلى صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، بروتينا تنتجه طفيليات الملاريا الفتّاكة يرتبط بجزيء موجود في معظم الخلايا السرطانية، بما في ذلك التي تصيب البنكرياس، ويُمكن تشخيص مجموعة واسعة من السرطانات في مراحلها المبكرة. ووجدت الدراسة أنه عندما تم اختبار 10 خلايا سرطانية وتعرضها للبروتين في المختبر نجحت تسعا منها في ذلك. وطوّر الباحثون هذه الطريقة الجديدة في كلية الصحة والعلوم الطبية في جامعة كوبنهاغن الدنماركية، بالتعاون مع باحثين من جامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا، ونشروا نتائج أبحاثهم في العدد الأخير من الدورية العلمية "Nature Communications". الخلايا السرطانية وأوضح الباحثون أن هناك عدة طرق حاليا للكشف عن الخلايا السرطانية في الدم، ويستند معظمها على علامة معينة، توجد على سطح الخلايا السرطانية، ومع ذلك، ليست جميع الخلايا السرطانية تظهر عليها هذه العلامة، وهو ما يجعل هذه الطرق غير قادرة على اكتشاف الخلايا السرطانية المنتشرة بأعضاء مثل الكبد والرئة والعظام. مراحل السرطان وقال المشرف الرئيسي على الدراسة، البروفيسور علي سالانتي، من جامعة كوبنهاغن: "لقد طورنا طريقة من خلال عينة من الدم ومع حساسية وخصوصية كبيرين، فنحن قادرون على اكتشاف الخلايا السرطانية.. كان من الصعب تحديد أي مرحلة من مراحل السرطان.. لقد مكنتنا طريقتنا من الكشف عن السرطان في المراحل الأولى والثانية والثالثة والرابعة ذلك وبناءً على عدد الخلايا السرطانية المنتشرة التي نكتشفها في دم شخص ما، سنكون قادرين على تحديد ما إذا كان سرطانا عدائيا نسبيا أو ليس كذلك بعد ذلك لضبط العلاج". وحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، فإن مرض السرطان يعد أحد أكثر مسببات الوفاة حول العالم بنحو 13% من مجموع وفيات سكان العالم سنويا، ونحو 2.5 مليون شخص في المملكة المتحدة يعيشون مع تشخيص السرطان، ويؤثر المرض على نحو 430 شخصًا جديدًا من كل 1000 شخص سنويا في الولايات المتحدة. بروتين الملاريا أضاف الباحثون في المختبر 10 خلايا سرطانية إلى 5 مل من الدم، وبالنسبة إلى عينة الدم، تم مزجهما في نسخة اصطناعية من بروتين الملاريا، المعروف باسم VAR2CSA، والذي تم دمجه باستخدام حبة مغناطيسية صغيرة. وتشير النتائج التي نشرت في دورية نيتشر كوميونيكيشنز إلى أن الخلايا السرطانية في الدم تلتصق بالمغناطيس، مما يسمح بتحليلها لتشخيصها. وحسب الدراسة، يتكون الورم السرطاني من عدة خلايا سرطانية مختلفة، ينتشر بعضها بالتجول عبر الدم، وتسمى هذه الخلايا السرطانية في الدم خلايا ورمية منتشرة، ويمكن أن تتطور لتصبح نقائل سرطانية تنتشر في أنحاء الجسم، وتسبب ما يصل إلى 90% من جميع الوفيات المرتبطة بالسرطان. وأشارت الدراسة إلى أن الباحثين قطعوا شوطا طويلا في متابعة نتائجهم، وأجروا دراسة سريرية كبيرة، حيث تم إجراء اختبار لعينات دم مأخوذة من المرضى الذين يعانون من سرطان البنكرياس باستخدام هذه الطريقة. ويتوقّع الباحثون بأن يتم استخدام الطريقة الجديدة لفحص الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالسرطان في المستقبل، بالإضافة إلى استخدامها كمؤشر حيوي يشير إلى ما إذا كان المريض الذي يعاني من أعراض غامضة في الغالب يعاني من السرطان أم لا.