طوَّر باحثون أميركيون دواءً جديدا يمكنه منع النوع الأكثر شيوعا من سرطان البنكرياس من النمو والانتشار وأن يصبح مقاوما للعلاج.
وأظهرت الدراسة التي أجراها فريق من "مركز سيدرز سيناي الطبي" في كاليفورنيا، على الفئران، أن العقار الذي يطلق عليه "ميتافرت" قد يمنع المرضى من تطوير مقاومة لمعالجات كيماوية تستخدم لعلاج سرطان البنكرياس ويرفع معدلات البقاء بنسبة تصل إلى 50٪.
وأوضح الباحثون أن سرطان البنكرياس ثالث أكثر أنواع السرطان فتكا لأن المرض عادة ما يتم تشخيصه في وقت متأخر جدا وغالبا ما يتوقف العلاج الكيميائي عن التأثير على تلك الأورام، ووفقا إلى صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تقدّر أحدث أحصائيات لجمعية السرطان الأميركية أن 54.440 من الأميركيين سيتم تشخيص إصابتهم بسرطان البنكرياس بنهاية عام 2018، وارتفع معدل انتشاره بنسبة تقارب المائة في كل عام، لكن معدل البقاء على قيد الحياة لم يتغير، وأوضح الباحثون تغير ظهور العلاج الكيميائي في الأربعينات من القرن الماضي من الطريقة التي نفكر بها في السرطان.
وتشير جمعية السرطان الأميركية إلى أن بانتهاء عام 2018 يمكننا أن نخسر أرواحا تقدر بتسعة في المائة، أو 44330 شخصا، مثلما كان الآلاف في الأعوام السابقة إذ يتم تشخيص العديد من هؤلاء المرضى في وقت متأخر في المرحلة الثالثة أو الرابعة من المرض، وذلك ببساطة لأن موقع البنكرياس في وسط الجسم يجعل من الصعب اكتشاف الأعراض قبل انتشار الأورام، لذا، حتى يصبح التصوير الطبي مثل التصوير المقطعي المحوسب (CT) يكفي لمزيد من المرضى ليقوموا بمزيد من الإجراءات المنتظمة، لا يوجد الكثير مما ينبغي عمله بشأن التشخيص المبكر حتى أكثر تثبيطًا للمرضى، علمنا مؤخرًا بأن بعض الخلايا السرطانية في البنكرياس محصّنة عمليا ضد العلاج الكيميائي.
ويعتقد العلماء بأن السبب في ذلك أن السرطان "يعرف" أي الخلايا ضعيفة وأيهما مقاومة، في حين أن العلاج الكيماوي يتخلص من الخلايا الأضعف فإن الخلايا المقاومة تتكاثر خارج نطاق السيطرة.
وقال الباحث الرئيسي ديفيد إدركاوى، أستاذ مساعد في المركز: "هذه خطوة مثيرة نحو تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة بين مرضى سرطان البنكرياس"، مشيرا إلى أنه حال تم تأكيد النتائج المتوصل إليها بين البشر فسيكون لدينا عقار قادر على إطالة حياة المرضى الذين يعانون من اعتلال الغدة الكظرية للقناة البنكرياسية (PDAC) شديدة الصعوبة في العلاج، ويتم تشخيص إصابة 95% من مرضى سرطان البنكرياس (PDAC)، والذي يتطور من خلايا بطانة الأنابيب الصغيرة في البنكرياس، حيث يكون من الصعب علاجه لأن الخلايا السرطانية تحفز الخلايا الطبيعية الموجودة في البنكرياس، الخلايا النجمية، على إنتاج أنسجة ندبية في البنكرياس، وهو ما يجعل النسيج الندبي من الصعب على أدوية العلاج الكيميائي والدم أن يدخل البنكرياس.
وأشار الباحثون إلى أن تفاعلات السرطان تخلق أيضا بيئة تحفز نمو الورم المحلي وانتشار السرطان إلى أماكن بعيدة في الجسم، بالإضافة إلى ذلك فإن مستويات نشاط بعض الإنزيمات تزداد، مما يغذي المقاومة لعلاج السرطان.
واكتشف الباحثون أن عقار "ميتافرت" "Metavert" عزّز بشكل كبير التأثيرات الإيجابية للإشعاع وللعلاج الكيميائي الشائع الاستخدام بين المرضى من البشر، في الوقت الذي حسن فرص البقاء على قيد الحياة بنسبة 50% بين الفئران.